
تم تحديثه الإثنين 2025/8/4 04:11 م بتوقيت أبوظبي
في تحول مثير داخل إمبراطورية دانغوتي، تبرز بنات الملياردير النيجيري كقائدات رئيسيات في إدارة المجموعة، ضمن خطة خلافة تُدار بذكاء منذ سنوات.
مواضيع مشابهة: “الأخضر عامل كام؟” سعر الدولار الأمريكي اليوم السبت 22 مارس 2025 في السوق السوداء والبنوك المصرية
تظهر بنات الملياردير النيجيري أليكو دانغوتي تدريجياً كلاعبات رئيسيات في هيكل إدارة أعمال والدهن، مما يعكس تخطيطاً دقيقاً وانتقالاً سلساً للسلطة داخل واحدة من أكبر الإمبراطوريات الاقتصادية في أفريقيا، لم يعد ظهورهن مقتصراً على المناسبات العائلية أو التمثيل الرمزي، بل أصبح لهن أدوار استراتيجية فعلية في قطاعات متنوعة من المجموعة، وتأتي هذه الخطوة كجزء من خطة الخلافة التي يهيّئها دانغوتي بهدوء منذ سنوات، حيث بدأ بتقليص مشاركته في العديد من المجالس الإدارية التي طالما ترأسها، وكان أبرزها استقالته في يونيو/حزيران الماضي من رئاسة مجلس إدارة “شركة دانغوتي لتكرير السكر”، بحسب مجلة “جون أفريك” الفرنسية.
حليمة دانغوتي: اليد القانونية والمالية للمجموعة
تُعتبر حليمة، أكبر بنات دانغوتي، الواجهة الأبرز بين شقيقاتها في المجموعة، حيث حصلت على شهادة في القانون من جامعة نوتنغهام البريطانية وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ويبستر، وتُعرف بدقتها التنظيمية وهدوئها الحازم، تتولى منصب المدير التنفيذي لشركة “دانغوتي للصناعات التجارية”، وتلعب دوراً محورياً في الهيكلة المالية وإدارة المخاطر، كما أنها عضوة في مجلس إدارة مجموعة دانغوتي القابضة.
كانت حليمة أولى بنات دانغوتي اللاتي انخرطن رسمياً في العمل العائلي منذ عام 2008، وهي أيضاً من أشرفت على إدراج “دانغوتي للإسمنت” في البورصة النيجيرية، في خطوة تاريخية ساهمت في رفع قيمة المجموعة السوقية بشكل كبير.
فاطمة دانغوتي: المدافعة عن البُعد الاجتماعي للمجموعة
أما فاطمة، الابنة الوسطى، فتتركز جهودها في الجانب الاجتماعي والإنساني للمجموعة، حيث تشرف على مؤسسة دانغوتي الخيرية، درست في المملكة المتحدة وتخصصت في العلاقات الدولية والتنمية، مما انعكس في فلسفتها الإدارية داخل المؤسسة.
تحت قيادتها، توسعت المبادرات الصحية والتعليمية للمؤسسة في نيجيريا والدول المجاورة، خصوصاً في مجالات مكافحة سوء التغذية، ودعم النساء الريفيات، والتدخلات السريعة أثناء الأزمات الصحية، وتمثل فاطمة جانب “القيمة المجتمعية” الذي تحرص مجموعة دانغوتي على تعزيزه كجزء من استراتيجيتها المستدامة.
مريم دانغوتي: الصوت الصاعد في الابتكار وريادة الأعمال
أما مريم، أصغر بنات دانغوتي، فهي تجسد الجيل الجديد من رجال الأعمال الذين يسعون لدمج التكنولوجيا بالاقتصاد التقليدي، بعد دراستها في مجال الاقتصاد وريادة الأعمال في إحدى الجامعات الأمريكية المرموقة، عادت إلى نيجيريا بحماسة لترك بصمتها.
تُعرف مريم بشغفها بالابتكار، وهي تدير حالياً عدة مشاريع ناشئة داخل المجموعة تهدف إلى رقمنة بعض خدماتها، مثل سلسلة التوريد واللوجستيات، كما تشارك في تطوير استراتيجيات التحول الرقمي داخل “دانغوتي للصناعات”، وتُعتبر أحد الأصوات الشابة التي تُحدث فرقاً في طريقة تفكير المجموعة تجاه الأسواق المستقبلية.
اقرأ كمان: وزير الاتصالات ي inaugurate two post offices بعد تحديثهما وتجهيزهما بأحدث التكنولوجيا.. صور
نهج الأب: تمكين مدروس لا عاطفي
يدرك دانغوتي أن استمرارية إرثه لا يمكن أن تُترك للصدفة أو العواطف الأبوية، اختار إشراك بناته بناءً على كفاءاتهن ومؤهلاتهن، وحرص على أن يبدأن من مواقع تنفيذية وسط طواقم محترفة، لا في مناصب شرفية، كما أن توزيع الأدوار بينهن يُظهر تخطيطاً استراتيجياً يراعي التخصصات والخبرات، مما يجعل من “ثلاثي دانغوتي” أكثر من مجرد ورثة، بل قيادة نسائية جديدة تُمهد لعصر جديد في واحدة من أكبر المجموعات الصناعية في أفريقيا.
بهذا التمكين، لا يُعِد دانغوتي بناته فحسب، بل يعيد تشكيل نموذج الخلافة في بيئة الأعمال الأفريقية، حيث تندر مثل هذه الانتقالات السلسة والمنظمة، الثلاثي النسائي الذي نشأ في ظل صرامة والدهن ونظرته الحازمة للأعمال، يبدو اليوم على أتم الاستعداد لتولي المشعل، كل في مجاله، وكل بأسلوبه.
التعليقات