الصين تجمع بين الابتكار والسياسة لتحديد معايير النجاح في المستقبل

اجتمع مؤخرًا كبار رجال الأعمال في الصين في مؤتمر نظمته الحكومة، حيث تجسدت كلماتهم في التزام واضح بالابتكار والمسؤولية الاجتماعية ضمن إطار الأولويات الوطنية، مما يعكس رؤية متكاملة لمستقبل الاقتصاد الصيني.

وفقًا لتقرير مجلة فورين بولسي، استخدم المتحدثون، بلا استثناء، عبارات مثل “آفاق واسعة”، و”إمكانات كبيرة”، و”الوقت المناسب تمامًا” — وهي مصطلحات باتت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بخطاب الرئيس شي جين بينغ منذ توليه الحكم، مما يدل على التناغم بين القطاع الخاص والقيادة السياسية.

مواضيع مشابهة: سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025: أحدث التحديثات والمعلومات المهمة

هذا الحدث عكس بشكل واضح كيف أصبحت ريادة الأعمال في الصين مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالاصطفاف مع الأولويات السياسية، وتمثل الشركات المشاركة هذا التوجه، خاصة تلك التي تعمل في القطاعات الاستراتيجية التي حددتها خطة “صُنع في الصين 2025”.

ابتكار وطني

برزت شركتا Unitree Robotics وGalactic Energy كمثالين على ما تعتبره بكين “الابتكار الموجّه”، حيث تهيمن شركة Unitree على سوق الروبوتات منخفضة التكلفة، بينما تمثل Galactic Energy، التي أسسها موظفون سابقون في القطاع الفضائي الحكومي، طموح الصين في إطلاق آلاف الأقمار الصناعية.

كلا الشركتين لا تُعرضان كشركات خاصة بقدر ما تُقدَّمان كشركاء وطنيين في مشروع الصين التكنولوجي، وينطبق الأمر ذاته على شركات مثل Erdos Group، أكبر منتج للكشمير في البلاد، والتي أصبحت تُروّج الآن لنهج الاستدامة البيئية، وشركة Weiqiao التي نقلت صناعتها للألمنيوم إلى مقاطعة تستخدم الطاقة الكهرومائية، وشركة Jointown الدوائية التي توسعت في الأرياف استجابةً لحملة “النهضة الريفية”.

ممكن يعجبك: أسعار الفاكهة في سوق العبور اليوم الأربعاء.. تراجع ملحوظ في أسعار الليمون

دعم حكومي

أكدت السلطات على نيتها دعم القطاع الخاص مجددًا، ففي فبراير/شباط، التقى الرئيس شي جين بينغ بعدد من رواد الأعمال، بمن فيهم جاك ما، في إشارة إلى الانفتاح، كما تبنت بكين في أبريل/نيسان أول قانون شامل لدعم القطاع الخاص، يتعهد بضمان المنافسة العادلة وإنهاء ممارسات مثل “الصيد عبر المقاطعات” التي استهدفت آلاف رجال الأعمال.

بينما انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 15.2% في النصف الأول من عام 2025 مقارنة بالعام الماضي، في ظل استمرار المخاوف من الغموض القانوني وتقلّب السياسات، جاء المؤتمر ليطمئن الداخل، ويُرسل رسالة للخارج مفادها أن الصين لا تزال ترحب بريادة الأعمال.

ما سيحدد نجاح الحكومة في جذب الاستثمارات الأجنبية هو مدى سماحها لريادة الأعمال بأن تنمو، خارج دائرة الأولويات السياسية.