
تتزايد حدة الصراع السياسي في تكساس، حيث أصدر حاكم الولاية غريغ أبوت أوامر لشرطة الولاية باعتقال أعضاء من الهيئة التشريعية التابعة للحزب الديمقراطي، وذلك بعد أن أطلق مجلس نواب الولاية مذكرات توقيف بحقهم، عقب مغادرة 50 نائبًا من الحزب الولاية لمنع إقرار مشروع قانون قد يمنح دونالد ترامب خمسة مقاعد في الكونغرس.
مواضيع مشابهة: كيف ترك استشهاد أنس الشريف أثراً عميقاً في قلوب رواد وسائل التواصل الاجتماعي؟
هروب 50 نائباً
وفقًا لموقع «أكسيوس» الأمريكي، جاء قرار أبوت كخطوة للضغط على الديمقراطيين للعودة إلى مبنى الكابيتول، في تصعيد للخلاف الذي بدأ عندما غادر أكثر من 50 نائبًا ديمقراطيًا الولاية لتعطيل التصويت على خريطة إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية، التي ستتيح للجمهوريين خمسة مقاعد إضافية في الكونغرس.
افتتح الرئيس الجمهوري لمجلس النواب في تكساس داستن باروز جلسة التصويت يوم الاثنين، لكنه لاحظ غياب الأعضاء الديمقراطيين، حيث قال باروز: «لم يكتمل النصاب القانوني» ووجه اتهامات للنواب الديمقراطيين بأنهم «تملّصوا من مسؤولياتهم»
مذكرات اعتقال
بعد ذلك، أقر النواب الحاضرون مذكرة توقيف بحق النواب الغائبين، لكن نطاق تنفيذ هذه المذكرة يقتصر فقط على تكساس.
اعتبر أبوت في بيان له أن «هروب أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين من الولاية يعني احتجاز مشاريع قوانين حيوية رهينة، مثل تلك المخصصة لمساعدة ضحايا الفيضانات وتقديم إعفاءات من ضريبة الأملاك، وهناك عواقب لمن يتقاعس عن أداء واجبه».
أكد أبوت أنه أمر وزارة السلامة العامة في الولاية بالبحث عن أي نائب «تخلى عن واجبه تجاه سكان تكساس»، واعتقاله وإعادته إلى مبنى الكابيتول، موضحًا أن هذا الأمر سيظل ساريًا حتى يتم العثور على النواب الديمقراطيين الغائبين وإعادتهم إلى المجلس.
لكن شرطة تكساس لا تملك أي سلطة خارج حدود الولاية، وإذا عثر على النواب داخل الولاية، يمكنهم احتجازهم وإعادتهم إلى مبنى الكابيتول.
من نفس التصنيف: غارات إسرائيلية على غزة تؤدي إلى مقتل 50 فلسطينياً في تصعيد جديد للأحداث
هذا التطور يزيد من حدة الاستقطاب السياسي في أمريكا في عصر ترامب، حيث صرح جين وو، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب بتكساس، في بيان له: «لم نتخذ هذا القرار باستخفاف»
واتهم في بيانه حاكم تكساس الجمهوري غريغ أبوت بـ«الانصياع لترامب» واستخدام خريطة انتخابية «عنصرية عمدًا» من شأنها أن تُضعف أصوات الناخبين الذين يصوتون لصالح الديمقراطيين.
خمسة مقاعد جمهورية
إذا تم إقرار مقترح إعادة تقسيم الدوائر الذي يقوده ترامب، سيحصل الجمهوريون على خمسة مقاعد في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، كما يواجه النواب الديمقراطيون غرامة قدرها 500 دولار عن كل يوم يتغيبون فيه، مما يكسر النصاب القانوني للمجلس.
يرفض الديمقراطيون المقترح الجمهوري، مؤكدين أن خريطة إعادة التقسيم تمثل «قمعًا غير قانوني للناخبين من السود واللاتينيين في وسط تكساس» وتشكل «تهديدًا للديمقراطية الأمريكية».
يبدو أن النواب الذين غادروا الولاية غير متأثرين بتهديدات الحاكم السابقة بعزلهم من مناصبهم، حيث قالت النائبة عن هيوستن جولايندا جونز في مؤتمر صحفي عقد في نيويورك: «إنه يحاول فقط صناعة عناوين إعلامية، ولا يمتلك أي آلية قانونية لتنفيذ تهديداته»
من المقرر أن يعقد زعماء الحزب الديمقراطي في تكساس من الذين غادروا الولاية مؤتمرًا صحفيًا في مدينة شيكاغو، بينهم رئيس اللجنة الوطنية للحزب كين مارتن، الذي صرح بأنهم «سيقاتلون النار بالنار» في مواجهة الجمهوريين.
ولايات ديمقراطية تهدد
لم يقتصر الأمر على تكساس فقط، بل هدد حكام ولايات ديمقراطية أخرى، مثل كاليفورنيا ونيويورك، بأنهم قد يلجؤون لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في ولاياتهم إذا أقرّت تكساس الخطة المقترحة، رغم أن ذلك يتطلب تعديلات دستورية في تلك الولايات.
قالت حاكمة نيويورك كاثي هوشول في المؤتمر الصحفي الذي شاركت فيه مع الديمقراطيين من تكساس: «نحن في حالة حرب، ولهذا السبب أسقطنا القفازات وأقول: فليبدأ التحدي»
عبّرت الحاكمة عن رغبتها في تغيير التشريعات المعمول بها في ولايتها، حيث تتولى لجنة مستقلة حاليًا الخريطة الانتخابية.
أضافت: «تغيرت قواعد اللعبة بشكل دراماتيكي، وسيكون من العيب بحقنا إذا تجاهلنا هذا الواقع، وتمسكنا برواسب الماضي، ولت تلك الحقبة، لقد أزالها دونالد ترامب إلى الأبد»
ممكن يعجبك: «رويترز» تكشف عن خطوة صينية تتعلق بالرسوم الجمركية على الواردات من الولايات المتحدة (تفاصيل)
التعليقات