بينيت ينتقد نتنياهو ويؤكد تدهور مكانة إسرائيل في أمريكا بسبب حصار غزة

شن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، هجوماً قوياً على رئيس الوزراء الحالي، بينامين نتنياهو، متهماً إياه بتحويل إسرائيل إلى دولة منبوذة، مما أثر سلباً على مكانتها العالمية، خاصة بين حلفائها الأمريكيين، وأكد أن تهمة تجويع سكان غزة سترافقه في كل مكان.

وأشار بينيت عبر حسابه في «إكس» إلى أن مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة تتراجع بشكل ملحوظ، حيث قال: “لم تكن مكانة إسرائيل يوماً بهذا السوء”، مشدداً على أن الدولة العبرية بدأت تترسخ كمصدر للحرج، وأصبحت عبئاً على الأمريكيين.

مجاعة غزة

وعزا بينيت تراجع الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى فقدان التأييد من الحزب الديمقراطي منذ فترة طويلة، في الوقت الذي بدأ فيه الدعم من الجمهوريين أيضاً بالتراجع، مشيراً إلى أن التعاطف الذي كانت تحظى به إسرائيل في الإدارة الأمريكية كان بفضل دونالد ترامب، خاصة بعد أن ابتعد العديد من اليمينيين في الولايات المتحدة، بما في ذلك حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً”، عن دعم إسرائيل.

كما اعتبر بينيت أن الجيل الأمريكي الشاب، بما في ذلك الجمهوريون، أصبح أقل تعاطفاً مع إسرائيل، حيث يجد أصدقاؤها صعوبة في الدفاع عن مواقفها بسبب الوضع الإنساني في غزة، الذي أصبح حقيقة واقعة بالنسبة لمعظم الجمهور الأمريكي.

إسرائيل عبء على أمريكا

وتابع بينيت قائلاً: “يُنظر إلى إسرائيل على أنها عبء على الولايات المتحدة والأمريكيين”، مشيراً إلى أن اليهود الأمريكيين يتعرضون لموجة غير مسبوقة من معاداة السامية، حيث قال: “لم أرى مثلها في حياتي”، مضيفاً أنه كان يشعر سابقاً بعدم وجود معاداة للسامية في الولايات المتحدة، لكن الوضع تغير الآن، حيث يُلام اليهود على مشاكل أمريكا، وخاصة الاقتصادية.

وذكر بينيت أن منتقدي إسرائيل يقارنون “مجاعة غزة” الحالية بـ “الهولوكوست”، ويعملون على أن تطارد هذه التهمة إسرائيل ومواطنيها وجنودها لسنوات قادمة، مشيراً إلى أن قضية الرهائن لدى “حماس” لا تحظى بنفس الاهتمام في الولايات المتحدة مقارنة بحجم القصص المتعلقة بـ “الموت جوعاً” في غزة.

نتنياهو لا يدرك الكارثة

كما انتقد بينيت سياسة حكومة نتنياهو في التعامل مع هذا التراجع، حيث أشار إلى عدم توفير المعلومات الصحيحة للأصدقاء والحلفاء، قائلاً: “الحكومة تسببت في أضرار فادحة ولا تدرك حجم الكارثة، ولهذا السبب لم يكن لدينا مركز معلومات منذ عامين، لا إجابات، لا شيء”.

وأضاف بينيت: “أصدقاؤنا الكبار يتوسلون إلينا للحصول على المعلومات والحقائق، لكننا لا نحصل على شيء، ولا يعرفون حتى بمن يتواصلون”، مذكراً بتهم الفساد التي تلاحق نتنياهو وفريقه بشأن تلقيهم رواتب من الخارج.

تصريحات جارحة وملاحقات قضائية

كما اعتبر بينيت أن بعض وزراء اليمين المتطرف، مثل “عميخاي إلياهو، سموتريتش، نيسيم فاتوري، شيكلي”، قد تسببوا في الإضرار بسمعة إسرائيل بشكل كبير، حيث قال: “تصريحاتهم الجارحة ستطارد جنودنا في طوابير الحصول على جوازات السفر في دول العالم”.

ورأى بينيت أن نتنياهو غير مهتم بمسألة ملاحقة الجنود الإسرائيليين حول العالم أو بالمقاطعة الاقتصادية، حيث يركز على الدفاع عن بقائه السياسي، وتأييد حزب الليكود له، مشدداً على أنه “لو كان رجال دعاية نتنياهو يعملون ضد أعداء إسرائيل من الخارج بنفس الموهبة والسرعة والتفاني التي يستخدمونها ضد خصومهم السياسيين داخل إسرائيل، لكان وضعنا مختلفاً تماماً”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *