إسرائيل تستعد للسيطرة العسكرية الكاملة على غزة بعد 22 شهراً من الصراع الدامي

القدس – رويترز.

تشير التقارير الإعلامية إلى أن مجلس الوزراء الإسرائيلي قد يوافق يوم الثلاثاء على منح تفويض بالسيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة، وهو قرار لم يُتخذ منذ عشرين عاماً، وذلك رغم الضغوط الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار بهدف تخفيف الأوضاع المأساوية في القطاع المحاصر.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، يبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يميل إلى شن هجوم موسع للسيطرة على القطاع بأكمله، بعد 22 شهراً من الصراع مع حركة «حماس».

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش «سينفذ باحترافية» السياسات المتعلقة بغزة، والتي سيتم تحديدها بعد اجتماع مجلس الوزراء.

انهيار محادثات إنهاء الحرب

أفاد مصدر إسرائيلي رفيع لرويترز يوم الاثنين بأن استخدام المزيد من القوة أصبح خياراً مطروحاً بعد انهيار المحادثات غير المباشرة لوقف إطلاق النار مع «حماس».

وتعني السيطرة على جميع أراضي القطاع إلغاء القرار الذي اتخذته إسرائيل عام 2005 بسحب المستوطنين والقوات العسكرية من غزة، مع الاحتفاظ بالسيطرة على حدودها، وهي خطوة تعتبرها الأحزاب اليمينية سبباً لتقوية «حماس» هناك.

لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت السيطرة الكاملة المحتملة على غزة تعني احتلالاً طويلاً أم عملية قصيرة الأجل تهدف إلى تفكيك «حماس» وتحرير الرهائن، حيث تُعتبر الحكومة الائتلافية الحالية في إسرائيل من أكثر الحكومات تشدداً في تاريخها، إذ تضم أحزاباً تسعى إلى ضم غزة والضفة الغربية وتشجيع الفلسطينيين على مغادرة وطنهم.

وخلال فترة الحرب، استبعد الجيش الإسرائيلي فكرة احتلال غزة بالكامل وفرض حكم عسكري هناك، لأن ذلك سيتطلب منه تحمل المسؤولية لفترة طويلة.

وزادت المشكلات المتعلقة بالقوى العاملة مع استمرار الحرب، حيث تم استدعاء جنود احتياط بشكل متكرر، مما شكل ضغوطاً على الإمكانات المتاحة.

وقد أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية عن تدمير القطاع المكتظ بالسكان، وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن عدد القتلى تجاوز 61 ألف شخص، بالإضافة إلى نزوح أكثر من مليوني نسمة، مما أدى إلى أزمة جوع حادة، حيث أشار مرصد عالمي للجوع إلى أن مجاعة تتكشف في القطاع.

هذا الوضع أثار غضباً دولياً واسع النطاق، مما دفع بعض الدول الأوروبية إلى الإعلان عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية الشهر المقبل إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار.

وفي داخل قطاع غزة، أفادت السلطات الصحية بأن 52 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم جراء عمليات إطلاق نار وضربات جوية إسرائيلية، مما رفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 61.020 قتيلاً، و150.671 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023.

– توغل الدبابات

توغلت الدبابات الإسرائيلية في وسط قطاع غزة في وقت سابق اليوم الثلاثاء، ولكن لم يتضح ما إذا كان هذا التحرك جزءاً من هجوم بري أكبر.

وذكر فلسطينيون يعيشون في الخُمس الأخير من القطاع أن أي تحرك جديد لاحتلال المنطقة سيكون بمثابة الكارثة، حيث لم تسيطر إسرائيل بعد على المنطقة عسكرياً من خلال التوغلات البرية أو إصدار أوامر للمدنيين بالإخلاء.

وقال مسؤول فلسطيني مقرب من المحادثات والوساطة: إن التهديدات الإسرائيلية قد تكون وسيلة للضغط على «حماس» لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات، مضيفاً أن هذا الأمر قد يعقد المفاوضات أكثر، حيث لن تقبل فصائل المقاومة بأقل من إنهاء الحرب والانسحاب الشامل من غزة

– إدخال بضائع إلى غزة

أعلنت إسرائيل أنها ستسمح للتجار باستيراد البضائع، حيث أفاد مصدر في غزة بأن بعض الشاحنات دخلت محملة بالشوكولاتة والبسكويت لأحد التجار.

ومن المتوقع السماح بإدخال مواد أساسية مثل حليب الأطفال واللحوم والفواكه الطازجة والسكر والأرز، مما سيساهم في تخفيف حدة نقص البضائع ويخفض أسعار السلع المتاحة في الأسواق.

وقال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الأسبوع الماضي إنه يعمل مع الحكومة الإسرائيلية على خطة تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، لكن المسؤولين الإسرائيليين طرحوا أيضاً أفكاراً تشمل توسيع نطاق الهجوم وضم أجزاء من غزة.

وكان الهدف من محادثات وقف إطلاق النار التي لم تنجح في الدوحة هو التوصل إلى اتفاقات بشأن اقتراح مدعوم من الولايات المتحدة لهدنة مدتها 60 يوماً، يتم خلالها نقل المساعدات جواً إلى غزة، وإطلاق سراح نصف الرهائن الذين تحتجزهم «حماس»، مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين في إسرائيل.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *