
القاهرة ـ رويترز
أفادت تقارير إعلامية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعبر عن دعمه للسيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة، وذلك للمرة الأولى منذ عقدين، حيث من المقرر أن يجتمع مع كبار المسؤولين الأمنيين لوضع اللمسات الأخيرة على استراتيجية جديدة في الحرب التي تستمر منذ 22 شهراً.
وأوضح مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو سيعقد اجتماعًا مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش إيال زامير، لاتخاذ قرار بشأن استراتيجية ستعرض على مجلس الوزراء في وقت لاحق من الأسبوع، ويشارك أيضًا في الاجتماع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي يُعتبر من المقربين لنتنياهو.
ووفقًا للقناة 12 الإسرائيلية، نقلًا عن مسؤول في مكتب نتنياهو، فإن رئيس الوزراء يميل نحو السيطرة الكاملة على القطاع.
مواضيع مشابهة: واشنطن تعلن عن عدد الطائرات المسيرة التي فقدتها في اليمن منذ مارس الماضي
ماذا تعني السيطرة الكاملة على غزة؟
إن السيطرة على كامل أراضي القطاع تعني إلغاء القرار الذي اتخذته إسرائيل في عام 2005 بسحب المستوطنين والقوات العسكرية من غزة، مع الاحتفاظ بالتحكم في حدودها، وتعتبر الأحزاب اليمينية أن تلك الخطوة كانت السبب في تعزيز قوة حماس هناك، ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو يقصد احتلالًا طويل الأمد أو عملية قصيرة الأجل تهدف إلى تفكيك حماس وتحرير الرهائن، ولم يرد مكتب رئيس الوزراء بعد على طلب التعليق بشأن تقرير القناة 12.
تكتيك ضغط على حماس
قال مسؤول فلسطيني إن هذا التقرير قد يكون بمثابة تكتيك للضغط على حماس لتقديم تنازلات، بينما حثت وزارة الخارجية الفلسطينية الدول الأجنبية على أخذ التقارير على محمل الجد، وقد انهارت جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس على الرغم من الضغوط الدولية المكثفة لوقف إطلاق النار لتخفيف وطأة الجوع والظروف المروعة في القطاع المحاصر، وأكدت الخارجية الفلسطينية قائلة: «تحذر وزارة الخارجية والمغتربين من مخاطر ما يتم تسريبه في الإعلام العبري بشأن التوجه لاحتلال قطاع غزة والسيطرة عليه بالكامل، وتطالب الدول والمجتمع الدولي بالتعامل بمنتهى الجدية مع تلك التسريبات والتدخل العاجل لوقف تنفيذها، سواء أكانت من باب الضغوط أو بالونات اختبار لردود الفعل الدولية أو أكانت جدية وحقيقية».
اقرأ كمان: إندونيسيا تستعد لاستقبال 2000 جريح من غزة في منشأة طبية جديدة
* جيش مرهق
تعتبر الحكومة الائتلافية الحالية في إسرائيل واحدة من أكثر الحكومات اليمينية تطرفًا في تاريخها، إذ تضم أعضاء يدعون إلى ضم غزة والضفة الغربية وتشجيع الفلسطينيين على مغادرة وطنهم، وقد أرهق القتال المستمر منذ قرابة عامين في غزة الجيش الإسرائيلي الذي يعاني من عدد محدود من القوات النظامية، مما اضطره إلى استدعاء جنود الاحتياط بشكل متكرر، ويعارض الجيش فكرة احتلال غزة بالكامل وفرض حكم عسكري على القطاع.
خلافات بين الحكومة والجيش الإسرائيلي
وفي إشارة إلى وجود خلافات بين بعض أعضاء الحكومة الائتلافية والجيش، تحدى وزير الأمن الوطني المنتمي لليمين المتطرف إيتمار بن غفير رئيس الأركان زامير على منصة إكس بأن يلتزم بتوجيهات الحكومة حتى لو تم اتخاذ قرار السيطرة على غزة بالكامل، بينما علق وزير الخارجية جدعون ساعر بأن على رئيس الأركان إبداء رأيه المهني، وأشار وزير الدفاع كاتس إلى أن الجيش الإسرائيلي سيطبق باحترافية أي سياسة تضعها الحكومة، وأضاف كاتس: «الهدفان الرئيسيان من الحرب في غزة هما هزيمة حماس وتهيئة الظروف لإعادة الرهائن، وعلينا اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحقيقهما»، وانطلقت الحرب بعد أن نفذ مسلحون بقيادة حماس هجومًا على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واقتياد 251 رهينة إلى غزة، بينما تقول سلطات الصحة الفلسطينية إن الرد العسكري الإسرائيلي دمر قطاع غزة وأسفر عن مقتل أكثر من 61 ألف شخص، معظمهم من المدنيين.
الجوع والإبادة الجماعية
أجبرت الحملة العسكرية الإسرائيلية جميع سكان غزة تقريبًا، الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة، على النزوح، وتسببت في ما وصفه مرصد عالمي للجوع بأنه مجاعة تتكشف في القطاع، حيث توفي نحو 188 فلسطينيًا، بينهم 94 طفلاً، بسبب الجوع منذ بدء الحرب، وفقًا لسلطات غزة، وأقرّ مسؤول أمني إسرائيلي، في إفادة صحفية، بوجود احتمالية للجوع في بعض مناطق غزة، لكنه نفى التقارير التي تتحدث عن مجاعة أو الموت جوعًا، وأدى ذلك إلى غضب دولي واسع النطاق ودفع عددًا من الدول إلى الإعلان عن أنها ستعترف بدولة فلسطينية الشهر المقبل إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار، وقد توغلت الدبابات الإسرائيلية في وسط قطاع غزة في وقت سابق، لكن لم يتضح ما إذا كان هذا التحرك جزءًا من هجوم بري أكبر.
كارثة حقيقية
وذكر فلسطينيون يعيشون في الربع الأخير المتبقي من القطاع أن أي تحرك جديد لاحتلال المنطقة سيكون كارثة، حيث لم تسيطر إسرائيل بعد على هذه المنطقة المتبقية عسكريًا من خلال التوغلات البرية أو إصدار أوامر للمدنيين بالإخلاء، وكان هدف محادثات وقف إطلاق النار التي لم تُكتب لها النجاح في الدوحة هو التوصل إلى اتفاقات بشأن اقتراح مدعوم من الولايات المتحدة لهدنة مدتها 60 يومًا يتم خلالها نقل المساعدات جواً إلى غزة وإطلاق سراح نصف الرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين في إسرائيل.
من نفس التصنيف: محامون عرب، بينهم جزائريون، يسعون لإسقاط ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام
التعليقات