16 دولة إفريقية بلا سواحل وتأكيد الجزائر على دعم الدول الحبيسة في تنميتها

صرح كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، أن الجزائر، كدولة عبور، تبذل جهودًا ملحوظة ضمن سياقات انتمائها لدعم الدول الإفريقية غير الساحلية في مسيرتها التنموية.

وأوضح شايب، خلال كلمته في الجلسة العامة لمؤتمر بعنوان “دفع عجلة التقدم من خلال الشراكات”، أن الجزائر قامت بتجسيد هذه الجهود على أرض الواقع من خلال مشاركتها في مشاريع هيكلية كبرى على مستوى القارة الإفريقية، مثل الطريق العابر للصحراء، وأنبوب الغاز العابر للصحراء، بالإضافة إلى الوصلة المحورية للألياف البصرية العابرة للصحراء.

وأكد شايب أن الدول النامية غير الساحلية تواجه تحديات كبيرة في تحقيق أهدافها التنموية، ومن أبرزها نقص الاستثمار في البنية التحتية، وضعف نقل التكنولوجيا، وندرة الموارد المالية الدولية، فضلًا عن التغيرات المناخية المتسارعة.

وأشار المتحدث إلى أن هذه الدول يمكن أن تجد في تفعيل مخرجات هذا المؤتمر، وكذلك نتائج قمة الأمم المتحدة الرابعة لتمويل التنمية، التي عُقدت في مدينة إشبيلية بين 30 جوان و03 جويلية 2025، آفاقًا واعدة لرفع مختلف التحديات التنموية المفروضة عليها، خاصة بسبب خصوصيتها الجغرافية، داعيًا إلى مواصلة إصلاح الهيكل المالي الدولي لجعل الحوكمة الاقتصادية العالمية أكثر شمولاً وعدالة وفعالية.

متابعو الموقع يشاهدون:

الدول الإفريقية غير الساحلية

تُعرف الدولة غير الساحلية أو “الحبيسة” بأنها تلك الدولة التي لا تمتلك منفذًا على البحر، مما يجعلها محاطة باليابسة من جميع الجهات، وهذا يعقد وصولها إلى المياه الدولية ويجعلها تعتمد على جيرانها من الدول الساحلية لتلبية احتياجاتها الاقتصادية والتجارية.

وتحتوي إفريقيا على أكبر عدد من هذه الدول مقارنة بباقي القارات، حيث تضم 16 دولة حبيسة من أصل 43 على مستوى العالم، وهو ما يمثل نحو 29.6 بالمائة من مجموع الدول الإفريقية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، والتي يبلغ عددها 54 دولة، وفقًا لتقرير لموقع “قراءات إفريقية”.

ويُعزى ارتفاع عدد هذه الدول إلى التقسيمات الاستعمارية التي لم تأخذ في الاعتبار الاعتبارات الجغرافية والاقتصادية، بل ركزت على مصالح القوى الاستعمارية فقط.

وتغطي الدول الإفريقية غير الساحلية مساحة تقدر بـ 8.6 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل 28.5 بالمائة من المساحة الإجمالية للقارة، ويبلغ عدد سكانها نحو 385 مليون نسمة، ما يمثل 27.5% من سكان إفريقيا.

التحديات استراتيجية لهذه الدول

يفرض الموقع الحبيس على تلك الدول مجموعة من التحديات الجيوسياسية والاقتصادية، وأبرزها تعقيد حركة التبادل التجاري نتيجة غياب المنافذ البحرية، مما يُجبرها على توقيع اتفاقيات عبور قد تثقل كاهل ميزانياتها، خاصة بالنسبة للدول التي تعاني من أزمات اقتصادية وديون خارجية.

كما أن غياب المنافذ قد يدفع بعض الدول إلى محاولات توسعية تؤدي إلى نزاعات إقليمية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار في القارة.

تعتبر الدول الإفريقية الحبيسة من بين أفقر دول العالم، حيث تعاني من هشاشة اقتصادية وضعف البنية التحتية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *