الجزائر تعزز دعمها للدول الإفريقية الحبيسة لتحقيق التنمية المستدامة

أوضح كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، أن الجزائر، كونها دولة عبور، تبذل جهودًا واضحة لدعم الدول الإفريقية غير الساحلية في مسارها التنموي، من خلال انخراطها الفعال في مشاريع هيكلية كبرى تعزز من قدرات هذه الدول وتساعدها في تحقيق أهدافها.

وأشار شايب خلال كلمته في الجلسة العامة لمؤتمر تحت شعار “دفع عجلة التقدم من خلال الشراكات”، إلى أن الجزائر ترجمت هذه الجهود من خلال مشاركتها في مشاريع بارزة، مثل الطريق العابر للصحراء، وأنبوب الغاز العابر للصحراء، بالإضافة إلى الوصلة المحورية للألياف البصرية العابرة للصحراء، مما يعكس التزام الجزائر بتعزيز التعاون الإفريقي.

كما أكد شايب أن الدول النامية غير الساحلية تواجه تحديات جسيمة في سبيل تحقيق أهدافها التنموية، مثل نقص الاستثمار في البنية التحتية، وضعف نقل التكنولوجيا، وندرة الموارد المالية الدولية، بجانب التغيرات المناخية المتسارعة التي تؤثر سلبًا على مسارات التنمية.

وأشار المتحدث إلى أن تفعيل مخرجات هذا المؤتمر، بالإضافة إلى نتائج قمة الأمم المتحدة الرابعة لتمويل التنمية، التي عُقدت في مدينة إشبيلية بين 30 جوان و03 جويلية 2025، قد يفتح آفاقًا جديدة للدول غير الساحلية لمواجهة التحديات التنموية، خاصة في ظل خصوصيتها الجغرافية، داعيًا إلى ضرورة مواصلة إصلاح الهيكل المالي الدولي لجعل الحوكمة الاقتصادية العالمية أكثر شمولاً وعدالة وفعالية.

متابعو الموقع يشاهدون:

الدول الإفريقية غير الساحلية

تُعرف الدولة غير الساحلية أو “الحبيسة” بأنها تلك الدولة التي لا تمتلك منفذًا على البحر، مما يجعلها محاطة باليابسة من جميع الجهات، وهذا الأمر يعقد وصولها إلى المياه الدولية، ويجعلها تعتمد بشكل كبير على الدول الساحلية لتلبية احتياجاتها الاقتصادية والتجارية.

وتُعتبر إفريقيا الأكثر احتواءً على هذه الدول، حيث تضم 16 دولة حبيسة من أصل 43 على مستوى العالم، مما يمثل نحو 29.6 بالمائة من مجموع الدول الإفريقية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، والتي يبلغ عددها 54 دولة، وفقًا لتقرير موقع “قراءات إفريقية”.

ويعود ارتفاع عدد هذه الدول إلى عدم مراعاة الاعتبارات الجغرافية والاقتصادية، إذ كانت التوزيعات السابقة تركز بشكل أساسي على مصالح القوى الاستعمارية فقط.

تغطي الدول الإفريقية غير الساحلية مساحة تقدر بـ 8.6 مليون كيلومتر مربع، ما يعادل 28.5 بالمائة من المساحة الإجمالية للقارة، ويبلغ عدد سكانها نحو 385 مليون نسمة، مما يمثل 27.5 بالمائة من سكان إفريقيا.

تحديات استراتيجية

يفرض الموقع الحبيس لتلك الدول مجموعة من التحديات الجيوسياسية والاقتصادية، حيث يعقد حركة التبادل التجاري بسبب غياب المنافذ البحرية، مما يجبرها على توقيع اتفاقيات عبور قد تثقل كاهل ميزانياتها، خاصة في الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية وديون خارجية.

كما يمكن أن يدفع غياب المنافذ بعض الدول إلى محاولات توسعية تؤدي إلى نزاعات إقليمية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار في القارة.

تُعتبر الدول الإفريقية الحبيسة من بين أفقر دول العالم، حيث تعاني من هشاشة اقتصادية وضعف في البنية التحتية، مما يستدعي اهتمامًا خاصًا من المجتمع الدولي لمساعدتها في التغلب على هذه التحديات.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *