
تستخدم الصين الطائرات بدون طيار و«بعوض الفيل» والأسماك في حربها الشاملة ضد فيروس أو حمى «شيكونجونيا»، وفقًا لما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
في مدينة فوشان الواقعة في جنوب الصين، يخوض المسؤولون معركة كبيرة ضد حمى «شيكونجونيا»، وهو مرض فيروسي مؤلم ينتقل عبر البعوض ويمكن أن ينتشر في جميع أنحاء البلاد.
مواضيع مشابهة: واشنطن تعلن عن استهداف 800 هدف في اليمن منذ منتصف مارس الماضي
تم استخدام الطائرات بدون طيار لتحديد أماكن تكاثر البعوض، كما أدخل الباحثون «بعوض الفيل» العملاق، الذي تتغذى يرقاته على «البعوض الحامل للفيروس»، بالإضافة إلى إطلاق آلاف الأسماك الآكلة للبعوض في برك المدينة.
انتشار سريع وأكبر تفش منذ 2008
وفقًا لـ «نيويورك تايمز»، ينتقل «فيروس شيكونغونيا» عن طريق لدغات البعوض المصاب، ورغم أنه نادرًا ما يكون مميتًا، إلا أنه يسبب حمى وآلامًا شديدة في المفاصل، وقد أصاب الفيروس حوالي 8 آلاف شخص في الصين خلال 4 أسابيع، معظمهم في فوشان.
يُعتبر هذا أكبر تفشٍّ من نوعه في البلاد منذ ظهور الفيروس لأول مرة عام 2008، ويعزو الخبراء ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية التي أدت إلى طقس أكثر دفئًا ورطوبة، مما سمح للبعوض بالنمو.
مقال مقترح: دعوة لحماس: كفى من العبث بمصير الشعب الفلسطيني
ينتقل فيروس «شيكونجونيا» عن طريق بعوضة «الزاعجة» التي تنقل أيضًا حمى الضنك وزيكا، وقد اكتُشف لأول مرة في جنوب تنزانيا في خمسينيات القرن الماضي، حيث اشتق اسمه من لغة «كيماكوندي» ويعني «الذي ينحني»، في إشارة إلى الوضعية المشوهة لمن يعانون من الألم.
لتكاثرها، لا تحتاج البعوض إلى الكثير من الماء، بل يمكن أن تنتشر وتتكاثر حتى في أصغر بركة ماء، مثل غطاء زجاجة كوكاكولا، كما يقول رين تشاو، الأستاذ بجامعة هونج كونج الذي يبحث في تأثير تغير المناخ على انتشار الأمراض التي ينقلها البعوض في المناطق الحضرية.
إجراءات صارمة وعقوبات حال عدم التنفيذ
بعد اكتشاف حالة إصابة وافدة بفيروس «شيكونجونيا» في فوشان في 8 يوليو الماضي، انتشرت العدوى بسرعة، والآن يُطالب المواطنون بقضاء 3 دقائق على الأقل كل صباح في تنظيف جميع مصادر المياه الراكدة، بالإضافة إلى منع موظفي الجهات الحكومية من العودة إلى منازلهم إلا بعد إجراء فحص شامل لأحواض النباتات وصواني الشاي والمشروبات المتبقية ومظلات الأسطح بحثًا عن الماء.
لمكافحة تفشي المرض، تعتمد السلطات أيضًا على دليل مألوف تم صقله خلال جائحة كوفيد-19، حيث تم تعبئة المدينة التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة في «حملة صحية عامة وطنية»، بالنسبة للبعض، يستحضر هذا ذكريات حزينة، فعند مداخل المباني في المدينة، يقوم العمال برش السكان بطارد البعوض قبل السماح لهم بالدخول، وفقًا للصحيفة الأمريكية.
أيضًا، يجوب عمال الخدمات المجتمعية، مرتدين سترات حمراء، المنازل من باب إلى باب، ويفتشونها ويأمرون السكان بالتخلص من أي مياه راكدة، ومن لا يتعاون قد يُغرّم، أو في الحالات الخطيرة، يواجه تهمًا جنائية بتهمة «عرقلة الوقاية من الأمراض المعدية»، بحسب «نيويورك تايمز».
تم قطع الكهرباء عن 5 منازل على الأقل بسبب عدم تعاونها، وفقًا لإشعار أصدرته لجنة الحي في منطقة «جويتشنج».
وعلى منصة «ريد نوت»، وهي منصة تواصل اجتماعي شهيرة، أفاد السكان بأن عمال النظافة يأمرونهم بإفراغ جميع حاويات المياه، بما في ذلك أوعية مياه كلابهم، فيما اشتكى البعض من الإفراط في رقابة الشرطة.
في فوشان ومدن أخرى بمقاطعة غوانجدونج، يُرسل السكان المصابون إلى «أجنحة الحجر الصحي» حيث يُعزلون خلف ناموسيات وحواجز، وقد قال بعض المصابين إنهم لم يُمنحوا خيارًا سوى الذهاب إلى المستشفى على نفقتهم الخاصة.
التعليقات