
سلطت شبكة «سي إن إن» الأمريكية الضوء على الخلاف المتزايد بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بسبب استيراد الهند للنفط الروسي، والموقف المحايد الذي تتبناه الهند بين القطبين الأمريكي والروسي، حيث أشار التحليل المنشور اليوم الأربعاء إلى أن ترامب بدأ يشعر بالاستياء تجاه موقف الهند، مما دفعه إلى تكثيف الضغوط على «مودي» مطالباً إياه باختيار أحد الجانبين، إما الانحياز لواشنطن أو موسكو، وأوضح التقرير أن الهند قد تتجه في الفترة المقبلة إلى الشرق الأوسط لتلبية احتياجاتها من النفط قبل أن تقلل تدريجياً من اعتمادها على السوق الروسية.
كما أوضح التحليل أن رئيس وزراء الهند يسعى لتحقيق «توازن دقيق» بين الجانبين الأمريكي والروسي، مع الحفاظ على شراكات وثيقة مع كل من ترامب وبوتين، حيث تبنى موقفًا محايدًا تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، مما أثار استياء الدول الغربية التي فرضت عقوبات على موسكو، ولكن يبدو أن ترامب قد نفد صبره، فطالب مودي أخيرًا باختيار أحد الجانبين، وفقًا لما ذكرته الشبكة الأمريكية، مشيرةً إلى أن ترامب استخدم مسألة شراء الهند للنفط الروسي الرخيص كـ«ورقة ضغط في حربه التجارية»، مما وضعه ومودي في مواجهة متزايدة، وأشارت «سي إن إن» إلى تهديد ترامب الأخير، خلال مقابلة مع قناة «سي إن بي سي» قبل يومين، برفع الرسوم الجمركية على الهند بشكل كبير بسبب استمرارها في شراء النفط الروسي، متسائلة عن سبب اعتراض ترامب الآن على شيء كانت الهند تفعله لسنوات.
اقرأ كمان: خارج أسوار الفاتيكان.. سبب اختيار البابا فرنسيس لمكان دفنه في وسط روما
كما فسّر التحليل بعض الأسباب التي تدفع الهند للاستمرار في شراء النفط من روسيا، حيث أوضح أن الدول الأوروبية توقفت تقريبًا عن شراء النفط الروسي بعد غزو أوكرانيا عام 2022، مما أدى إلى تدفق النفط الروسي بشكل رئيسي إلى آسيا، حيث تعد الصين والهند وتركيا من بين كبار عملاء روسيا، وتمثل وارداتهم مصدر دخل حيوي لموسكو، بالإضافة إلى أن الهند تشتري النفط الروسي بخصم كبير، «لم يكن ليُقدمه موردو النفط والغاز التقليديون في ظروف أخرى»، كما صرح أميتاب سينج، الأستاذ المشارك في مركز الدراسات الروسية والآسيوية الوسطى بجامعة جواهر لال نهرو، وأضاف سينج أن استمرار الهند في شراء النفط الروسي هو «قرار اقتصادي بحت»، وهو ما أكدته السلطات الهندية، رغم أنه قوبل بسخرية وغضب من أوكرانيا ومناصريها، وتابع أن الهند، رغم تنويع مصادرها النفطية على مر السنين، ستواجه صعوبة كبيرة في تعويض الفجوة الناتجة عن التوقف الكامل عن استيراد النفط الروسي.
مقال مقترح: الهلال الأحمر الفلسطيني: المسعفون تعرضوا لإطلاق نار من قبل الاحتلال الإسرائيلي “بنوايا القتل”
تجدر الإشارة إلى أن الهند كانت من أكبر عملاء إيران، حيث كانت تشتري ما يصل إلى 480 ألف برميل يوميًا، وفقًا لرويترز، قبل أن توقف مشترياتها، وفي هذا السياق يقول سينج: «أيدينا مكبلة، هناك مساحة محدودة للغاية يمكن أن يعمل فيها اقتصاد النفط الهندي أو سوقه»، ومن هنا، يبدو أنه من غير المرجح أن ترضخ دلهي لمطالب ترامب في الوقت الحالي، وستستمر إدارة مودي في إدارة محادثات التجارة مع الولايات المتحدة واستكشاف «الطريق التقليدي» لنفط الشرق الأوسط، بينما تسعى للتخلص من النفط الخام الروسي، لكن هذا «لا يمكن أن يتحقق بين عشية وضحاها» وفقًا لما ذكره سينج.
التعليقات