
تتزايد حدة التوتر والانقسام داخل قيادة الجيش الإسرائيلي، بعد التأكد من فشل عملية «عربات جدعون» في قطاع غزة، وقد وصلت الانتقادات الداخلية للعملية إلى ذروتها خلال مداولات هيئة الأركان العامة يوم الخميس الماضي، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم.
وكشفت تسريبات لصحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مشادات كلامية حادة وصراخ بين الجنرالات خلال اجتماع هيئة الأركان، حيث اتهم قائد سلاح الجو، تومِر بار، قائد القيادة الجنوبية للجيش، يانيف عاسور، بأن عملية «عربات جدعون» نُفذت «بعدم مهنية»، مما أدى إلى استهداف مدنيين فلسطينيين غير ضالعين في القتال.
اقرأ كمان: نتنياهو يعلن أن خطة احتلال غزة هي الحل الأمثل لإنهاء النزاع
ورد «عاسور» على هذه الاتهامات قائلًا: «أنتم هناك في تل أبيب معزولون عن ميدان القتال»
وتشير صحيفة «هآرتس» إلى أن هذه التسريبات تكشف عمق الضرر الذي لحق بتماسك الجيش بعد فشل عملية «عربات جدعون» العسكرية والضغوط التي تمارس على قيادة الجيش من جانب المستوى السياسي.
ومن المتوقع أن يطالب المستوى السياسي خلال اجتماع الكابينيت السياسي-الأمني غدًا بتوسيع الحرب واحتلال قطاع غزة بالكامل، مما يزيد من الضغوط على القيادة العسكرية.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، وعاسور قد تعهدا في بداية العملية بتحقيق جميع أهدافها، وهو ما لم يتحقق، ونقلت «هآرتس» عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إن عاسور «لم يقدر بشكل صحيح كيف ستسير هذه العملية العسكرية»، و«آمن أنه إذا هاجمنا أكثر وأبدنا أكثر… حماس ستستسلم، وهذا لم يحدث، مما تسبب بإحباط لديه».
وأوضحت «هآرتس» أن أقوال قائد سلاح الجو تعبر عن موقف عدد كبير من كبار الطيارين الذين طلبوا وقف غاراتهم في غزة بعد الحرب الإسرائيلية ضد إيران، حيث برروا ذلك بأنهم يواجهون صعوبة في الاستمرار في القتال بسبب مقتل مواطنين غير ضالعين في القتال في أنحاء القطاع، وخاصة في مراكز توزيع الطعام.
شوف كمان: ترامب يتطلع إلى التوصل لاتفاق مع الصين في المستقبل القريب
وأضافت الصحيفة أن الطيارين يرون أن إدارة القيادة الجنوبية لإطلاق النار ليست مهنية وليست متلائمة مع الحرب، وأن إحدى النتائج هي مقتل العديد من المواطنين في غزة.
وكان عاسور قد انتقد الطيارين المحتجين، قائلاً إن «على الطيارين أن يجلسوا يومًا واحدًا مع سائق جرافة D9 وبعد ذلك يتباكون».
التعليقات