فرنسا تسعى جاهدة للسيطرة على حرائق هائلة تهدد البلاد

فرنسا ـ أ ف ب.

شهدت فرنسا هذا الصيف أكبر حريق حتى الآن، حيث التهم أكثر من 15 ألف هكتار من الغطاء النباتي في 15 بلدة جنوب البلاد، مما أسفر عن وفاة شخص واحد وإصابة تسعة آخرين، من بينهم حالة حرجة، وفقدان شخص آخر.

التقطت الكاميرات مشاهد مدهشة لامتداد ألسنة اللهب بسرعة وسط سحب كثيفة من الدخان، حيث اجتاحت النيران العالية، المدفوعة بالرياح، تلال منطقة كوربيير، بينما تواصل حرائق أخرى اجتياح غابات الصنوبر والنباتات المحيطة.

وأوضحت المسؤولة المحلية لوسي روش أن «الحريق لا يزال نشطاً جداً بسبب الجفاف والحرارة والرياح القوية»، مما يزيد من تعقيد جهود الإطفاء.

في بلدة سان لوران دو-لا-كابروريس، التي تبعد 30 كيلومتراً عن مدينة ناربون، أكد المسؤول المحلي ريمي ريسيو أن عائلة أحد السكان لم تتلق أي أخبار عنه حتى الآن، مشيراً إلى إصابة تسعة أشخاص، بينهم حالة حرجة نُقلت إلى المستشفى.

هذا الحريق أدى إلى تدمير أو تضرر 25 منزلاً و35 مركبة، وفقاً لتقييم أولي، حيث أثرت النيران على 15 ألف هكتار من الأراضي الحرجية والصنوبرية في خمس عشرة بلدة متضررة.

– تدخل «هائل» –

توقفت الدوريات الجوية خلال الليل، لكنها استؤنفت صباح الأربعاء، حيث شاركت أربعة طائرات كانادير وثلاث طائرات داش وطائرة رصد من طراز بيتشكرافت، بالإضافة إلى مروحيّتين وطائرتين صغيرتين من نوع إير تراكتور، كما أفادت السلطات.

يُعتبر هذا الحريق الأكبر خلال الصيف في فرنسا حتى الآن، حيث سجلت الحماية المدنية في أواخر يوليو/تموز احتراق أكثر من 15 ألف هكتار على المستوى الوطني نتيجة نحو 9000 حريق، معظمها على الساحل المتوسطي.

لا يزال أكثر من 2500 منزل بلا كهرباء، وتحذر السلطات المحلية من أن السماح لمئات السكان الذين أُجلوا مساء الثلاثاء بالعودة إلى منازلهم لا يزال أمراً مبكراً جداً، مما يستدعي الحذر.

جدّدت السلطات تعليماتها الأمنية للسكان، داعية إلى «التزام المنازل إلا عند صدور أمر بالإخلاء من فرق الإطفاء» لتجنب الازدحام في الطرق وتسهيل حركة فرق التدخل.

تعاني المنطقة جفافاً مستمراً يجعل الغطاء النباتي شديد الاشتعال، مما دفع السلطات إلى إصدار أعلى مستوى تحذيري لخطر حرائق الغابات.

في فرنسا، أتت الحرائق على 24 ألف هكتار من الأراضي منذ بداية العام، وفقاً لبيانات خدمة كوبيرنيكوس الأوروبية التي تغطي معطياتها حتى الخامس من أغسطس/آب، وهذا الرقم يتجاوز متوسط المساحات المحترقة بين عامي 2006 و2024، لكنه لا يزال أقل من المتوسط المسجل بين 2012 و2024.

من حيث مساحة الأراضي المحترقة، لا يزال عام 2025 بعيداً عن السنوات التي سجلت أرقاماً قياسية في 2022 و2019، مما يبعث على الأمل في تحسين الوضع خلال الفترة المقبلة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *