حملة اعتقالات تستهدف طلاب الدين المتخلفين عن الخدمة في جيش الاحتلال

في تطور جديد يزيد من حدة التوتر بين الجيش الإسرائيلي والمجتمع الحريدي، شنّ الجيش مؤخراً حملة اعتقالات تستهدف طلاب المعاهد الدينية (يشيفوت) الذين تخلفوا عن الخدمة العسكرية، وقد أثارت هذه الحملة، التي تضمنت مداهمة منازل الطلاب، غضباً واسعاً بين الأحزاب الحريدية، التي تعهدت بخوض «معركة حاسمة» في هذا السياق.

وفقاً لتحقيقات صحيفة «هآرتس»، تم اعتقال خمسة شبان حريديين: ثلاثة منهم خلال مظاهرة في مدينة يهود، واثنان آخران من منزليهما في تل أبيب، كما تم توقيف أو اعتقال ستة آخرين في مناسبات مختلفة، وأُفرج عنهم لاحقاً.

بعد اعتقال الطالبين في تل أبيب، وصف زعيم حزب «ديجل هتوراه»، الحاخام دوف لاندو، ما يحدث بأنه «إعلان حرب من الدولة على أبناء التوراة»، وتعهد بأن «اليهودية الحريدية ستخوض معركة عالمية غير مسبوقة» في مواجهة هذه الحملة.

نشرت صحيفة «الطزيق»، الناطقة بلسان حركة شاس، أن الأحزاب الحريدية تعتزم خوض «معركة حازمة» ضد هذه الإجراءات، ووصف الصحيفة الخطوات التي اتخذها الجيش بـ«الدنيئة»، متهمة قادة الجيش، بدعم من المستشارة القانونية للحكومة والمحكمة العليا، بإرسال الشرطة العسكرية لتنفيذ «اعتقالات منظمة بحق طلاب التوراة في منازلهم».

كما أفادت الصحيفة بوجود «مشاورات محمومة» بين الزعماء الحريديين لحسم طبيعة «المعركة الحاسمة التي ستُحدث زلزالاً عالمياً»، ونقلت عن أعضاء مجلس الحكماء قولهم: «لم نشهد اضطهاداً كهذا ضد طلاب المعاهد الدينية»، و«يحاولون اعتقال يهود كل ذنبهم أنهم يجلسون ويتعلمون».

يكشف تقرير جديد عن التوتر المتزايد داخل الجيش الإسرائيلي، الذي يحاول تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على الهوية الدينية للكتيبة الحريدية «كاملة الالتزام دينياً» وبين الحاجة العملية لزيادة عدد الجنود لضمان الفعالية العملياتية.

برز هذا الاحتكاك بشكل واضح خلال حفل عسكري مؤخرًا، عندما قرر أحد الجنود الحريديين، يُدعى يهودا، أن ينهي دراسة جزء من التلمود (مسكت جمرا) أمام الحضور، حيث تلا يهودا بركات الختام ودعاء «القديش» بلغة «ليتائية – يشيفية» فصيحة، ما أعطى انطباعًا بأن الحفل يقام في معهد ديني حريدي وليس في مراسم عسكرية.

لكن بعد انتهاء «القديش»، جاء الانتقال الحاد عندما طلب المذيع من الجميع الوقوف لأداء النشيد الوطني «هتكفا»، ولاحظ المراقبون أن بعض الجنود واجهوا صعوبة في التماهي مع اللحظة أو ترديد كلمات النشيد، ما يعكس التوتر العميق في هوية الكتيبة.

أكد هذا الاحتفال، الذي أقيم قرب حائط البراق، أن طريق دمج الحريديين في الجيش لا تزال طويلة ومليئة بالعقبات والتحديات، فبينما يحدث تحول اجتماعي بطيء داخل المجتمع الحريدي، فإن وتيرة هذا التغيير لا تتماشى مع احتياجات المؤسسة العسكرية ولا مع الإيقاع السياسي الذي يفرض أولوياته على الأجندة العامة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *