أسعار النفط تنخفض لأدنى مستوياتها خلال 5 أسابيع وسط ضغوط الصراعات العالمية

شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا إلى أدنى مستوياتها خلال خمسة أسابيع، بعد أن قلصت مكاسبها المبكرة، وذلك في ظل حالة من الترقب لإعلان أمريكي بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب استمرار النزاع في أوكرانيا، وقد أشار وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى أن تفاصيل العقوبات ستُعلن لاحقًا اليوم الأربعاء.

وفي رد على سؤال حول توقيت اتخاذ القرار بشأن العقوبات، قال روبيو: «سندلي بمزيد من التفاصيل في وقت لاحق اليوم»، معبرًا عن أمله في صدور بعض الإعلانات الرسمية قريبًا، وذلك وفقًا لبيانات «رويترز».

من جانبها، أكدت روسيا، التي تُعد ثاني أكبر منتج للنفط عالميًا بعد الولايات المتحدة، أن مبعوث واشنطن ستيف ويتكوف عقد محادثات «مفيدة وبناءة» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك قبل يومين من انتهاء المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لروسيا للموافقة على اتفاق سلام مع أوكرانيا أو مواجهة عقوبات جديدة.

وقد ارتفعت أسعار النفط في وقت سابق من الجلسة نتيجة المخاوف المتعلقة بالعرض والطلب، بعد أن أصدر الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على الواردات من الهند، متهمًا نيودلهي بالاستمرار في استيراد النفط الروسي بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث تُعتبر الهند، إلى جانب الصين، من أبرز المشترين للنفط الروسي.

كما ساهمت بيانات سحب المخزونات الأمريكية التي تجاوزت التوقعات خلال الأسبوع الماضي في دعم الأسعار، مما أثار مخاوف من نقص الإمدادات.

تراجع خام برنت بمقدار 35 سنتًا، أو 0.5%، ليصل إلى 67.29 دولارًا للبرميل، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 41 سنتًا، أو 0.6%، ليصل إلى 64.75 دولارًا، وتمثل هذه الخسائر اليوم الخامس على التوالي لكلا الخامين، حيث يتجه برنت نحو أدنى إغلاق له منذ 1 يوليو، بينما يقترب خام غرب تكساس من أدنى إغلاق منذ 24 يونيو.

قال جانيف شاه، المحلل في «ريستاد إنرجي»، إن الارتفاع المبكر في الأسعار جاء نتيجة الحديث عن الرسوم الجمركية على الهند، لكن السوق لا تزال تنتظر خطوات تنفيذية واضحة، بالإضافة إلى متابعة العوامل الأخرى المؤثرة في سوق الطاقة.

وأوضح شاه أن الزيادة المرتقبة في إنتاج مجموعة «أوبك+»، التي تضم منظمة الدول المصدّرة للنفط وحلفاءها، بما في ذلك روسيا، قد تعوّض أي تراجع محتمل في الإمدادات الروسية، مما قد يحد من ارتفاع الأسعار.

وكان تراجع المخزونات الأمريكية أحد عوامل دعم السوق في وقت سابق من اليوم، إذ أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن سحب 3 ملايين برميل من الخام خلال الأسبوع المنتهي في الأول من أغسطس، وهو ما تجاوز التوقعات التي أشارت إلى سحب 0.6 مليون برميل فقط.

لكن الرقم لا يزال أقل من التقديرات التي ذكرتها مصادر تجارية عن بيانات معهد البترول الأمريكي، الذي قدّر السحب بـ4.2 مليون برميل، وفق ما تم الكشف عنه في بيانات صدرت يوم الثلاثاء.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *