فيضانات وانزلاقات التربة في جنوب الصين تؤدي إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان

شهدت الصين وإسبانيا وفرنسا يوم الأربعاء الماضي سلسلة من الكوارث الطبيعية المتزامنة، حيث تباينت بين الفيضانات العارمة والحرائق المدمرة، مما أدى إلى إجبار عشرات الآلاف من السكان على مغادرة منازلهم، فضلاً عن سقوط قتلى وفقدان آخرين، ففي جنوب الصين، تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات واسعة وانزلاقات تربة، مما استدعى إجلاء عشرات الآلاف، وفقاً لما أفاد به الإعلام الرسمي، حيث ذكرت شبكة «سي سي تي في» أن مقاطعة غوانغدونغ كانت الأكثر تضرراً، حيث تم إجلاء أكثر من 75 ألف شخص حتى ظهر الأربعاء، بعد أن غمرت الفيضانات أحياء سكنية ومحال تجارية، وعُلق 14 شخصاً تحت الركام نتيجة انزلاق للتربة في مدينة غوانجو، عاصمة المقاطعة، وأكدت الشبكة العثور على جثة أحد العالقين، بينما تم إنقاذ سبعة آخرين، وتواصلت عمليات البحث عن المفقودين بمشاركة فرق إنقاذ مجهزة تعمل في ظروف صعبة، وأظهرت لقطات بثتها الشبكة الرسمية مشاهد درامية، منها أشخاص يسيرون في مياه تصل إلى مستوى الخصر، وآخرون يتشبثون بسيارة غمرتها السيول، بالإضافة إلى رجال إنقاذ يقفون فوق كومة من الأنقاض التي يُشتبه أنها بقايا مبنى انهار بفعل الانهيارات الأرضية، وأفادت وزارة إدارة الطوارئ الصينية أن السلطات فعلت خدمات الاستجابة السريعة في غوانغدونغ بسبب «شدة الفيضانات»، بينما تحدثت لجنة الإصلاح الوطني والتنمية عن «عدد كبير من الضحايا وخسائر في الممتلكات» في عدة مناطق بالمقاطعة، وفي الهند، يواصل الجيش الهندي وفرق الإنقاذ جهودهم للعثور على نحو 50 مفقوداً بعد فيضانات مفاجئة ضربت بلدة دارالي السياحية في ولاية أوتاراخند شمال الهند، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، وقد نتجت الكارثة عن أمطار موسمية غزيرة أدت إلى سيول محملة بالطين والحطام، مما تسبب في تدمير مبانٍ وغمر أجزاء واسعة من البلدة بطين بلغ ارتفاعه 15 متراً في بعض المناطق، وفي إسبانيا، أكدت السلطات الإسبانية استمرار تمدد حريق كبير اندلع يوم الثلاثاء الماضي في غابة قريبة من منتجع تاريفا الساحلي جنوب البلاد، مما أدى إلى إجلاء أكثر من 1500 شخص، معظمهم من السياح، على الرغم من عدم تهديد الحريق المباشر لمناطق المخيمات والفنادق، حيث قال أنطونيو سانز، المسؤول عن الأمن في حكومة منطقة الأندلس، إن فرق الإطفاء تمكنت من «تأمين المنطقة الجنوبية، ومنطقة الفنادق»، واصفاً ذلك بأنه «أفضل خبر اليوم»، ولكنه أشار إلى أن الحريق لا يزال خارج السيطرة، وأضاف سانز أن السكان والزوار «غير قادرين على العودة» إلى مواقع الإقامة التي أُخليت كإجراء احترازي، موضحاً أن ما يقلق السلطات حالياً هو تغير اتجاه الرياح، مما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الميداني، وبحسب التقديرات الرسمية، تسبب الحريق الذي اندلع بعد ظهر الثلاثاء في إجلاء 1550 شخصاً من مخيمات ومنشآت سياحية، إلى جانب «آلاف المركبات» تعود لمصطافين كانوا يترددون على شواطئ المنطقة، ونقلت قناة «تي في إي» العامة عن مصادر محلية أن الحريق بدأ في عربة تخييم داخل مخيم في جبل لا بينيا، على بعد كيلومترات قليلة من تاريفا، وسرعان ما تمدد بسبب الرياح القوية التي تميز هذه المنطقة المشرفة على مضيق جبل طارق، ولم تصل ألسنة اللهب إلى وسط مدينة تاريفا التي يبلغ عدد سكانها نحو 19 ألف نسمة وتقع غرب موقع اندلاع الحريق، إذ ساعد اتجاه الرياح في إبعاد النيران عن المناطق المأهولة، وتزامن اندلاع الحريق مع موجة حر شديدة تشهدها البلاد هذا الأسبوع، حيث تلامس درجات الحرارة 40 مئوية في العديد من المناطق، وفي فرنسا، اندلع أضخم حريق غابات في جنوب البلاد، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة تسعة، أحدهم في حال حرجة، وفقدان آخر، وقد أتت النيران على أكثر من 15 ألف هكتار في 15 بلدة، مما تسبب في تضرر منازل ومركبات، وتشارك طائرات ومروحيات وآلاف رجال الإطفاء في عمليات الإخماد.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *