قمة تاريخية بين ترامب وبوتين وزيلينسكي تهدف لإنهاء النزاع العسكري

وكالات- «الخليج».

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن احتمال كبير لعقد اجتماع “قريب جداً” مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دون تحديد موعد أو مكان لهذا اللقاء الذي يهدف إلى إنهاء النزاع المستمر بين موسكو وكييف.

قمة محتملة.

تمت مناقشة فكرة القمة خلال اتصال هاتفي بين ترامب وزيلينسكي، بمشاركة عدد من القادة الأوروبيين مثل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، وفقاً لمصدر أوكراني مطلع على المحادثات، وأكد البيت الأبيض أن ترامب “منفتح” على الاجتماع مع بوتين لمناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث صرح ترامب للصحفيين بأن “هناك فرصة جيدة لعقد اجتماع قريباً جداً”.

ومع ذلك، أشار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى أن “هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به” لتجاوز “العقبات الكثيرة” التي تعترض عقد اجتماع بين الرئيسين الأمريكي والروسي، حيث قال روبيو لشبكة فوكس بيزنس “كان اليوم جيداً، لكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل، وما زالت هناك عقبات يتعين التغلب عليها، ونأمل أن نتمكن من ذلك خلال الأيام والساعات القليلة المقبلة، وربما في الأسابيع القادمة”.

اجتماع ثلاثي يضم ترامب وبوتين وزيلينسكي.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز وشبكة “سي إن إن” نقلاً عن مصادر مطلعة أن ترامب أبلغ العديد من القادة الأوروبيين بأنه يرغب في الاجتماع مع بوتين شخصياً اعتباراً من الأسبوع المقبل، على أن يتبع ذلك اجتماع ثلاثي يضم بوتين وزيلينسكي، جاء ذلك بعد إشادة ترامب بلقاء موفده ستيف ويتكوف مع الرئيس الروسي، حيث وصف الاجتماع بأنه “مثمر للغاية”، وكتب ترامب على منصته تروث سوشال “تم إحراز تقدم كبير” في الاجتماع، مشيراً إلى أنه أطلع حلفاءه الأوروبيين على تفاصيل المحادثات، وأكد ترامب أن “الجميع متفقون على أن هذه الحرب يجب أن تنتهي، وسنعمل في هذا الاتجاه في الأيام والأسابيع المقبلة” لكن بعد ذلك بوقت قصير، صرح مسؤول أمريكي رفيع بأنه من المتوقع فرض “عقوبات ثانوية” يوم الجمعة، وكان ترامب قد حدد لروسيا مهلة تنتهي يوم الجمعة لتحقيق تقدم في مسار السلام، وإلا ستواجه عقوبات جديدة، وقد جرت ثلاث جولات تفاوضية بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، لكن لم يتم تحقيق أي اختراق في جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار، وسط استمرار التباعد الكبير في مواقف البلدين.

تلويح بالعقوبات.

هاجمت روسيا أوكرانيا في يوليو بعدد قياسي من المسيّرات، مع استمرارها في تحقيق تقدم ميداني في الأراضي الأوكرانية، وذكر يوري أوشاكوف، مستشار بوتين، أن “محادثات مفيدة جداً وبنّاءة جرت” مع ويتكوف بشأن أوكرانيا والعلاقات الروسية-الأمريكية، مؤكداً أن موسكو “وجهت رسائل معينة” فيما يتعلق بهذا الملف، وأفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس” بأن الاجتماع استمر “نحو ثلاث ساعات”، وأعلن الرئيس الأوكراني أنه تحدث هاتفياً مع نظيره الأمريكي بعد زيارة ويتكوف لموسكو، وأوضح أن “قادة أوروبيين شاركوا” في هذه المباحثات، ولم يعلن البيت الأبيض رسمياً عن طبيعة العقوبات المحتملة على روسيا، لكن ترامب سبق أن هدد بفرض “رسوم جمركية ثانوية” تستهدف شركاء روسيا التجاريين مثل الصين والهند، حيث وقع ترامب الأربعاء أمراً تنفيذياً يفرض رسوماً جمركية على السلع الهندية بنسبة 25 في المئة، وذلك “رداً على استمرار شراء النفط الروسي”، وفق ما أعلن البيت الأبيض على منصّة إكس، ومن شأن استهداف شركاء روسيا مثل الصين والهند أن يؤدي إلى خنق الصادرات الروسية، لكنه يهدد أيضاً بإحداث اضطرابات دولية كبيرة، وكان ترامب قد أشار إلى أنه سينتظر نتائج المحادثات في موسكو قبل المضي قدماً في فرض عقوبات جديدة، حيث قال للصحفيين “لنرَ ما سيحدث، وعندها سنتخذ القرار”، ومن دون أن يسمي الرئيس الأمريكي صراحة، ندد الكرملين بالتهديدات بزيادة التعرفات على شركاء روسيا التجاريين، ووصفها بأنها “غير مشروعة”، وقد أسفرت الحملة العسكرية الروسية ضد أوكرانيا منذ انطلاقها في فبراير 2022 عن مقتل عشرات الآلاف ودمار مساحات شاسعة من البلاد وتهجير الملايين، وتطالب موسكو كييف بالتخلي رسمياً عن أربع مناطق تحتلها القوات الروسية جزئياً، وهي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، فضلاً عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بقرار أحادي في 2014، وتشترط موسكو أيضاً على أوكرانيا التوقف عن تلقي الأسلحة الغربية والتخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

تعتبر كييف هذه الشروط غير مقبولة وتطالب بسحب القوات الروسية وضمانات أمنية غربية، حيث حضّ زيلينسكي الأسبوع الماضي حلفاء بلاده على الضغط من أجل “تغيير النظام” في روسيا.

تهديدات نووية.

على الرغم من الضغوط المتزايدة من واشنطن، تواصل روسيا هجومها على أوكرانيا، وعندما سأله الصحفيون عن الرسالة التي يحملها ويتكوف إلى موسكو وما إذا كان هناك أي شيء يمكن لروسيا القيام به لتجنب العقوبات، أجاب ترامب “نعم، التوصل إلى اتفاق يوقف تعرض الناس للقتل”، وتأتي هذه الزيارة في ظل توتر العلاقات بين موسكو وواشنطن بعد قرار ترامب نشر غواصتين نوويتين عقب سجال عبر منصات التواصل الاجتماعي مع الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي، ولم يحدد الرئيس الأمريكي المكان الذي سيتم إرسال الغواصات إليه، أو ما إذا كانت ستعمل بالطاقة النووية أو تحمل رؤوساً نووية، ودعا الكرملين إلى “توخي الحذر الشديد” إزاء التهديدات النووية، وفي وقت لاحق، أعلنت موسكو رفع القيود الذاتية التي كانت تفرضها على نشر الأسلحة المتوسطة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية، ما يشير إلى إمكانية نشر هذه الأسلحة رداً على نشر الغواصتين النوويتين الأمريكيتين، وقد أسفرت الضربات بمسيّرات روسية الأربعاء عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين في مخيم صيفي بمنطقة زابوريجيا (جنوب).

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *