تقرير سري يكشفه ترامب حول روسيا يكشف تفاصيل مثيرة

أصدر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تعليماته بالكشف عن تقرير استخباراتي سري يتعلق بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، ويأتي ذلك في إطار جهوده لتفنيد المزاعم التي طالت حملته الانتخابية، وفقًا لما أفادت به صحيفة «واشنطن بوست».

أعدت لجنة الاستخبارات بمجلس النواب هذا التقرير الذي يتألف من 46 صفحة عام 2017، وتم إصداره في 23 يوليو بناءً على طلب مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، وبموافقة الرئيس ترامب.

على الرغم من اعتراضات وكالة المخابرات المركزية (CIA) والجهات الأمنية الأخرى، التي أكدت أن الوثيقة تحتوي على معلومات حساسة تتعلق بمصادر بشرية وطرق تجسس سرية، وصف مسؤولون استخباراتيون سابقون التقرير بأنه «الأكثر حساسية» خلال إدارة ترامب، حيث تضمن إشارات مباشرة لجواسيس أبلغوا عن خطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدعم ترامب ضد المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون.

زعمّت أجهزة الاستخبارات الأميركية عام 2017 أن موسكو تدخلت في الانتخابات لصالح ترامب، وأكدت مراجعات مستقلة، بما في ذلك تحقيق ثنائي من لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، هذه المزاعم، ومع ذلك، شككت إدارة ترامب في هذه الاستنتاجات ووصفتها بأنها «خدعة منسقة من إدارة أوباما».

بدأت وزارة العدل تحقيقًا جنائيًا بحق بعض المسؤولين السابقين، حيث انطلقت هيئة محلفين كبرى للاستماع للأدلة، وقد أثار قرار الكشف عن التقرير قلقًا داخل أروقة الاستخبارات، حيث حذر السيناتور الديمقراطي مارك وارنر من أن النشر «غير المسؤول» يعرض مصادر الولايات المتحدة للخطر، ويقوض ثقة الحلفاء في سرية التعاون الاستخباراتي، وأشار لاري فايفر، مسؤول سابق في الـCIA والبيت الأبيض، إلى أن «الوثيقة محرّرة بشكل طفيف إلى حدّ يسمح باستخلاص المصادر والأساليب بسهولة».

بحسب مسؤولين مطلعين على عملية النشر، تم إعداد نسخ متعددة من التقرير بدرجات تحرير مختلفة، لكن غابارد استخدمت سلطتها لتحديد ما يُنشر، دون الحاجة لموافقة الأجهزة الاستخباراتية الأخرى، وأفاد أحدهم أن ترامب وافق على نشر النسخة النهائية بدون تعديل، رغم وجود خلافات سابقة بينه وبين غابارد بشأن ملفات أخرى.

وفي وقت سابق، طالب رئيس لجنة الاستخبارات الحالي، النائب الجمهوري ريك كروفورد، بإعادة التقرير من الـCIA إلى الكونغرس ونشره للجمهور، وقد تحقق ذلك أخيرًا بتوجيه من الرئيس ترامب، في خطوة يراها المراقبون تعيد خلط الأوراق بشأن قضية التدخل الروسي التي ظلت لسنوات ورقة بيد خصومه السياسيين.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *