
أجرى كامل الطيب إدريس، رئيس مجلس الوزراء الانتقالي بجمهورية السودان، زيارة عمل إلى مصر، حيث ترأس وفدًا رفيع المستوى ضم وزراء الخارجية والثقافة والإعلام والسياحة، وذلك تلبية لدعوة من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء بجمهورية مصر العربية، بهدف تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، والحرص المتبادل على إكسابها مزيدًا من الخصوصية وفتح آفاق جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي، تحقيقًا للمصالح المشتركة وتطلعات شعبي البلدين، مما يتطلب تشاورًا وتنسيقًا مستمرًا بين الحكومتين.
عقد رئيسا وزراء البلدين جلسة مباحثات رسمية تناولت أطر ومشاريع التعاون في المرحلة المقبلة، كما أجريت اجتماعات ثنائية بين الوزراء من الجانبين لبحث المقترحات والبرامج التفصيلية للتعاون بين الوزارات المعنية، وجدد الجانب المصري دعمه الكامل لحكومة السودان، وكافة الجهود الرامية للحفاظ على مؤسساته الوطنية، ورفض أي تهديد لوحدة السودان وسلامة أراضيه، مؤكدًا وقوفه إلى جانب تطلعات الشعب السوداني نحو التقدم والازدهار وتحقيق أهدافه في إعادة الإعمار والتنمية.
من نفس التصنيف: اكتشف 12 فئة معفاة من رسوم دخول المتحف المصري الكبير
عبر الجانب السوداني عن تقديره للروابط والقواسم المشتركة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، وأعرب عن استعداده للعمل المشترك بما يخدم أهداف تعزيز تلك العلاقة والوصول بها إلى آفاق أرحب، مؤكدين خلال المباحثات الثنائية أهمية النظر في عقد اللجان المشتركة، على أن تحدد الجهات المعنية في البلدين التوقيتات المناسبة لذلك، كما ناقش الجانبان تطوير التعاون في مجال الاستثمار، والفرص المتاحة للشركات المصرية للاستثمار في مجالات ذات أهمية استراتيجية للسودان، خاصة مع استشرافه مرحلة إعادة الإعمار.
ثمَّن الجانبان التطور الكبير في التعاون والتنسيق القطاعي بينهما، خاصة في قطاعات النقل، وأشادوا بالخطوات المتخذة فيما يتعلق بمشاريع ربط السكك الحديدية والربط الكهربائي، مما يسمح بفتح آفاق أرحب للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، كما تناولت المباحثات التعاون في قطاع الصحة، حيث أعرب الجانب السوداني عن تطلعه لترقية التعاون في مجال مكافحة الأمراض، وزيادة عدد القوافل الطبية المصرية المتخصصة، وتقديم برامج لدعم قدرات الكوادر الصحية السودانية، بما يعزز عملية إعمار القطاع الصحي في السودان، واتفق الجانبان على التشاور لوضع مذكرة تفاهم حول تسجيل الدواء المصري في السودان.
كما اتفق الجانبان على دعم وتعزيز التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والتقني، حيث تم الاتفاق على تنشيط التعاون على المستوى الجامعي والدراسات العليا، وفي مجال تأهيل الكوادر السودانية تمهيدًا لمرحلة إعادة الإعمار، اتفق الجانبان على تدشين برامج تدريبية متخصصة للتأهيل المهني والفني بالتعاون مع الوكالات المصرية ذات الصلة، بالإضافة إلى تنشيط أطر التعاون بين الأمانة العامة لمجلس الوزراء السوداني والأمانة العامة لمجلس الوزراء المصري في مجال التنمية البشرية والتطوير الإداري.
مقال له علاقة: الشيخ عبدالباسط يواصل تلاوة المصحف المرتل في إذاعة القرآن الكريم يوم الأربعاء 15 ذو الحجة
بحث الجانبان قضايا الأمن الإقليمي وسبل تعزيزه واستدامته، حيث أكدا على ضرورة استدامة التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا المرتبطة بالأمن الإقليمي، خاصة في منطقة البحر الأحمر، وعاد الجانبان لرفض النهج الأحادي الإثيوبي على النيل الأزرق الذي لا يتماشى مع مبادئ القانون الدولي، ومع روح التعاون التي يجب أن تسود في استخدام نهر النيل، شريان الحياة لجميع دول الحوض، كما أكدا على تنسيقهما المشترك من خلال الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل، وهي الجهة المسؤولة عن دراسة وصياغة الرأي الموحد للبلدين في الشؤون المتعلقة بمياه النيل، بموجب اتفاقية عام 1959، وقد اتفق البلدان على ضرورة منح الفرصة الكافية للآلية التشاورية لمبادرة حوض النيل لتسوية الخلافات وتعزيز التعاون بين دول الحوض، بما يحافظ على استدامة نهر النيل العظيم، وعلى المصالح المائية لدولتي المصب.
في ختام الزيارة، وجه البروفيسور كامل الطيب إدريس، رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، دعوة إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء بجمهورية مصر العربية، لزيارة السودان، والبناء على نتائج هذه الزيارة، ومناقشة المزيد من أطر التعاون الثنائي والقضايا الاستراتيجية بين البلدين، حيث وعد الدكتور مدبولي بتلبية الدعوة في أقرب وقت ممكن، وجدد الجانبان عزم البلدين الشقيقين على الارتقاء بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات إلى مستوى التكامل الشامل، بما يلبي تطلعات الشعبين في الازدهار والتنمية.
التعليقات