
أعلن علماء أنهم توصلوا أخيرًا إلى حل لغز نفوق أكثر من خمسة مليارات نجم بحري قبالة ساحل المحيط الهادئ في أمريكا الشمالية، في وباء استمر عقدًا من الزمن.
منذ عام 2013، تسبب مرض غامض في هزال نجوم البحر، مما أدى إلى نفوق جماعي لها من المكسيك إلى ولاية ألاسكا الأمريكية الواقعة في أقصى الشمال الغربي لقارة أمريكا الشمالية، وقد دمر هذا الوباء أكثر من 20 نوعًا ولا يزال مستمرًا حتى اليوم.
اقرأ كمان: الرسوم الجمركية الأمريكية تؤثر على 55% من صادرات الهند وتحديات جديدة أمام التجارة
وكان نجم البحر دوار الشمس هو الأكثر تضررًا، حيث فقد حوالي 90٪ من أعداده في السنوات الخمس الأولى من تفشي المرض.
عادةً ما يمتلك نجم البحر خمسة أذرع، ولكن بعض الأنواع قد تصل أذرعها إلى أربعة وعشرين ذراعًا، كما تتراوح ألوانه بين البرتقالي الداكن والبرتقالي والأرجواني والبني والأخضر.
أوضحت عالمة البيئة المتخصصة في أمراض البحار، أليسا جيهمان، من معهد هاكاي في كولومبيا البريطانية بكندا، والتي ساهمت في تحديد السبب، أن الأمر مروع حقًا، مشيرة إلى أن نجوم البحر السليمة تتمتع بأذرع منتفخة بارزة، لكن هذا المرض الهزالي يسبب لها آفات تؤدي إلى سقوط أذرعها.
ذكرت ريبيكا فيجا ثوربر، عالمة الأحياء البحرية في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، والتي لم تشارك في الدراسة، أن النتائج تحل سؤالًا قائمًا منذ فترة طويلة حول مرض خطير للغاية في المحيط.
من نفس التصنيف: دبلوماسي إيراني سابق يكشف عن تصاعد حدة الصراع بين طهران وتل أبيب إلى مستويات غير مسبوقة
استغرق الأمر أكثر من عقد من الزمن حتى تمكن الباحثون من تحديد سبب المرض، حيث واجهوا العديد من الخيوط الخاطئة والمنعطفات على طول الطريق.
أشارت الأبحاث المبكرة إلى أن السبب قد يكون فيروسًا، لكن تبين أن الفيروس الذي ركز عليه العلماء في البداية كان في الواقع مقيمًا طبيعيًا داخل نجوم البحر الصحية وليس له علاقة بالمرض، وفقًا لما صرحت به ميلاني برنتيس من معهد هاكاي، المؤلفة المشاركة للدراسة الجديدة.
الآن بعد أن عرف العلماء السبب، أصبح لديهم فرصة أفضل للتدخل لمساعدة نجوم البحر، حيث قد يتمكن العلماء من اختبار أي من نجوم البحر المتبقية لا تزال بصحة جيدة، والتفكير فيما إذا كان يجب نقلها أو تربيتها في الأسر لزرعها لاحقًا في مناطق فقدت جميع نجوم البحر عباد الشمس تقريبًا.
قد يقوم العلماء أيضًا باختبار ما إذا كانت بعض السكان تتمتع بمناعة طبيعية، وما إذا كانت العلاجات مثل البروبيوتيك قد تساعد في تعزيز المناعة ضد المرض.
قال الباحثون إن أعمال الاسترداد هذه ليست مهمة لنجوم البحر فحسب، بل للأنظمة البيئية بأكملها في المحيط الهادئ، لأن نجم البحر الصحي يلتهم قنافذ البحر، وهي حيوانات بحرية لافقارية تتميز بجسمها الكروي المغطى بأشواك فقط.
مع تناقص أعداد نجوم البحر، زادت أعداد قنافذ البحر التي تتغذى عليها بشكل كبير، حيث التهمت بدورها حوالي 95% من غابات أعشاب البحر في شمال كاليفورنيا خلال عقد من الزمن، وتوفر غابات أعشاب البحر هذه الغذاء والمسكن لمجموعة واسعة من الحيوانات، بما في ذلك الأسماك وثعالب البحر والفقمات.
يأمل الباحثون أن تسمح لهم النتائج الجديدة باستعادة أعداد نجم البحر وإعادة نمو غابات عشب البحر التي يقارنها ثوربر بـ “الغابات المطيرة في المحيط”.
التعليقات