جامعة الإسكندرية تمنح الماجستير في سيرة البطريرك ساويرس الأنطاكي مع صور مميزة

منح معهد الدراسات القبطية في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية درجة الماجستير للباحث القس مكاريوس وهيب رزق، بعنوان “تاريخ وسيرة وإنجازات البطريرك ساويرس الأنطاكي خلال الفترة 465 – 538 دراسة تحليلية”، وذلك مساء أمس.

تكونت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتور محمد السيد عبد الغني أستاذ التاريخ اليوناني الروماني في كلية الآداب جامعة الإسكندرية مشرفا ورئيسا، والدكتور وديع فتحي عبد الله أستاذ تاريخ العصور الوسطى في كلية الآداب بجامعة بنها مشرفا، والدكتور حسن عبد الوهاب حسين أستاذ تاريخ العصور الوسطى في كلية الآداب جامعة الإسكندرية عضوا مشرفا، والدكتورة مبروكة كالم ضيف أستاذ تاريخ العصور الوسطى في كلية التربية بجامعة دمنهور عضوا مشرفا.

ركز الباحث في رسالته على دراسة موسعة لشخصية البطريرك ساويرس الأنطاكي، الذي يُعتبر من أبرز أعلام الكنيسة في العصور المسيحية المبكرة، ومن القادة اللاهوتيين البارزين في الشرق المسيحي، حيث وُلِد في مدينة سوزوبوليس وتلقى تعليمه في الإسكندرية، مما ساعده على الجمع بين الروح الأنطاكية في نشأته والفكر السكندري في تكوينه، كما تأثر بمدرسة الإسكندرية اللاهوتية وأبنائها الكبار مثل أثناسيوس وكيرلس، مما رسخ في وجدانه العقيدة الأرثوذكسية غير الخلقيدونية التي ظل مدافعا عنها طوال حياته.

أوضح مكاريوس لـ “بوابة مولانا” أن ساويرس ارتقى إلى كرسي أنطاكية عام 512 ميلادية في مرحلة مضطربة من تاريخ الكنيسة، واتخذ موقفا حاسما ضد مجمع خلقيدونية وطومس ليو، رافضا ما اعتبره خروجًا عن الإيمان التقليدي بشأن طبيعة السيد المسيح، بسبب هذا الموقف تعرض للاصطهاد واضطر للجوء إلى مصر، حيث عاش نحو عشرين عامًا، جال خلالها بين الأديرة والمدن، وترك أثرًا بارزًا في الحياة الروحية والفكرية للكنيسة القبطية.

سلط البحث الضوء على مكانة ساويرس في التراث الكنسي المصري، إذ يُذكر اسمه في الصلوات وتقام له تذكارات سنوية، مما يعكس عمق العلاقة بينه وبين الكنيسة القبطية، كما عرض البحث جهوده اللاهوتية ومؤلفاته المتنوعة التي تضم العظات والرسائل والألحان، ويُعتبر هذا العمل فريدا في تتبعه التفصيلي لمسألة دفنه، من سخا إلى دير الزجاج، وانتهاء باكتشاف رفاته في منطقة أبو مينا.

أكد مكاريوس أن هذه الرسالة تُعتبر الأولى من نوعها في مصر، حيث تناولت سيرة البطريرك غير المصري الوحيد الذي عاش ودفن في مصر وعلاقته بالأباطرة في عهده وتأثيره الفكري وأعماله ومؤلفاته التي أثرت في الكنيسة القبطية ومدى تأثره بالقديس كيرلس الكبير، حيث تقدم الرسالة توثيقًا علميًا تاريخيًا أثريًا عن مكان دفن القديس ساويرس الأنطاكي في دير مارمينا بمريوط، وتتبع تاريخي لرحلة الجسد خلال 15 قرنًا من الزمن من مدينة سخا إلى استقراره في دير مارمينا، وهو الأمر الذي اختلفت فيه مع جميع الباحثين المهتمين بالقديس ساويرس الأنطاكي على مستوى العالم مثل ألمانيا وفرنسا وأستراليا.

أشار الباحث في رسالته إلى الموضع الأصلي لدير الزجاج وتاريخه ومساحته وحدوده التي تبدأ من منطقة الدخيلة بالإسكندرية وحتى دير مارمينا بمريوط.

شهد مناقشة الرسالة الأنبا رافائيل، أسقف كنائس وسط القاهرة، والأنبا باڤلي، أسقف كنائس قطاع المنتزة، والقمص رويس مرقس، وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية السابق، وراعى كنيسة السيدة العذراء مريم والشهيد العظيم مارجرجس في غبريال، والقمص أبرام بشوندي، وكيل الكلية الإكليريكية السابق، وعدد كبير من الآباء الكهنة بالإسكندرية والبحيرة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *