
يتناول العالم هذا الصباح بالتفصيل قرار مجلس الوزراء السياسي والأمني «الكابينيت» الإسرائيلي الذي تم اتخاذه خلال الساعات الماضية، بعد نقاش مطول مليء بالصراعات بين الوزراء وإيال زمير، رئيس الأركان، حول اعتماد خطة احتلال قطاع غزة، وفقًا لما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
ووصفت وسائل إعلام بارزة حول العالم هذا القرار بأنه تصعيد إسرائيلي بعد 22 شهرًا من الحرب، مشددةً على المعاناة الكبيرة التي يعيشها مليونا فلسطيني في القطاع، كما حذّر رئيس الأركان من أن هذه الخطة قد تمس حياة الرهائن المتبقين في غزة، بالإضافة إلى خشية من تآكل الجيش الإسرائيلي.
مقال له علاقة: حجز 4000 دولار من مصرف ليبيا المركزي 2025 عبر المنظومة الإلكترونية
وقبل ساعات، أعلن مكتب بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، أن المجلس الوزاري المصغر وافق على مقترح السيطرة على مدينة غزة كجزء من خطة أوسع لاحتلال القطاع بالكامل.
وأضاف مكتب نتنياهو -في بيان- أن الجيش يستعد للسيطرة على مدينة غزة مع تقديم ما سماها مساعدات إنسانية للمدنيين خارج مناطق القتال.
خطة خطيرة.. ومخاوف من تآكل كفاءة جنود الاحتلال
من جانبها، وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إحدى أبرز الصحف وأكثرها انتشارًا في العالم، خطة احتلال غزة بأنها «خطة خطيرة» روّج لها نتنياهو، ونقلت الصحيفة عن 4 مسؤولين أمنيين إسرائيليين سابقين قولهم إن زامير حذّر من تآكل كفاءة جنود الاحتياط المنهكين، معبرًا أيضًا عن قلقه من أن يُطلب من الجيش حكم ملايين الفلسطينيين.
وأوضحت الصحيفة لقرائها أن هذا ليس الخلاف الأول بين نتنياهو والقيادة العسكرية، إذ ظهرت الخلافات بين الجانبين أيضًا في مراحل سابقة من الحرب.
ومع ذلك، أفاد التقرير بأن التوتر الحالي يبدو أنه «المواجهة» الأبرز منذ تعيين زامير رئيسًا للأركان قبل نحو 6 أشهر، حيث كان أعضاء الائتلاف الحاكم يأملون أن يكون أكثر انسجامًا مع نهجهم من سلفه، ومع ذلك، في الأيام الأخيرة، انتقده بعض مؤيدي الحكومة.
كذلك، ذكرت صحيفة «التايمز» أن زامير وعد في وقت سابق أمس بالتعبير عن مواقف الجيش «دون خوف» وشدد على أهمية «ثقافة الجدل».
بدورها، اعتبرت «وكالة أسوشيتد برس» أن الخطة الإسرائيلية تمثل «تصعيدًا جديدًا في حربها المستمرة منذ 22 شهرًا مع حماس» وأنها تُقبل رغم تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء الحرب والاحتجاجات في البلاد خوفًا على مصير الأسرى الإسرائيليين.
اقرأ كمان: هل يقترب لقاء بوتين وترامب بعد تعليق الكرملين؟
وأضافت الوكالة: «لقد أسفرت الحرب الجوية والبرية الإسرائيلية بالفعل عن مقتل عشرات الآلاف في غزة، ونزوح معظم السكان، وتدمير مساحات شاسعة، ودفعت القطاع نحو المجاعة، ومن المؤكد أن أي عملية برية كبرى أخرى ستُفاقم الكارثة الإنسانية»
حيلة للضغط على حماس
صرح نتنياهو الليلة الماضية، في مقابلة مع «فوكس نيوز»، بأن إسرائيل تخطط للسيطرة على قطاع غزة بأكمله، وأشارت إلى أن القرار النهائي، على الأقل وفقًا للبيان الصادر عن مكتب نتنياهو الليلة الماضية، «لم يصل إلى هذا الحد»، إذ اكتفى بالإشارة إلى خطوة احتلال مدينة غزة، حيث قدر المسؤولون أن «هذا قد يكون جزءًا من محاولة للضغط على حماس لقبول وقف إطلاق النار بشروط إسرائيل، بحسب «يديعوت أحرونوت».
كذلك سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الضوء على تحليلات بعض المعلقين الذين يعتقدون أن «الخطة قد تكون حيلة من نتنياهو لإعادة حماس إلى طاولة المفاوضات بعد انهيار المحادثات الشهر الماضي».
وأشارت الصحيفة أيضًا إلى الضغط السياسي الذي مارسه الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، منوهة في الوقت نفسه إلى أن «توسيع النشاط العسكري قد يطمئن شركاء نتنياهو القوميين المتطرفين في الائتلاف، الذين طالما جادلوا بأن الاحتلال الإسرائيلي للقطاع هو السبيل الوحيد لانهيار حماس».
التعليقات