
أثار قرار المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي بالموافقة على خطة لاحتلال مدينة غزة موجة من الانتقادات والتحذيرات على الصعيدين الدولي والإسرائيلي، وسط قلق كبير بشأن العواقب المحتملة على المدنيين الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين.
مقال له علاقة: أمازون تتراجع بعد انتقادات البيت الأبيض حول تأثير الرسوم الجمركية ونتائجها المترتبة
إليكم أبرز ردود الفعل الدولية على هذه الخطة:
الرئاسة الفلسطينية
طالبت الرئاسة الفلسطينية اليوم الجمعة الإدارة الأمريكية بالتدخل لمنع إسرائيل من احتلال قطاع غزة، حيث قال المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني، نبيل أبو ردينة، «نناشد المجتمع الدولي، وبالأخص الإدارة الأمريكية، بتحمل مسؤولياتها ووقف هذا الغزو الإسرائيلي الذي لن يجلب الأمن والسلام لأي طرف».
وأضاف في اتصال مع رويترز «ندين بشدة قرارات الحكومة الإسرائيلية باحتلال القطاع، والتي تعني استمرار محاولات تهجير السكان وارتكاب المزيد من المجازر وعمليات التدمير» جاء ذلك بعد أن وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي صباح اليوم على خطة للسيطرة على مدينة غزة، بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن نية إسرائيل السيطرة عسكرياً على القطاع، رغم الانتقادات المتزايدة داخل وخارج البلاد بسبب الحرب المستمرة منذ عامين. وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيانها أنها «ستتوجه فوراً إلى مجلس الأمن الدولي لطلب تحرك عاجل وملزم لوقف هذه الجرائم، كما دعت إلى عقد اجتماعات طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي ومجلس جامعة الدول العربية، لتنسيق موقف عربي وإسلامي ودولي موحد، يضمن حماية الشعب الفلسطيني ووقف العدوان». وأشارت إلى أنها «تناشد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالتدخل لوقف تنفيذ هذه القرارات، وبدلاً من ذلك الوفاء بوعده بوقف الحرب والسعي نحو السلام الدائم». وأكد البيان أن «هذه الخطط الإسرائيلية، القائمة على القتل والتجويع والتهجير القسري، ستؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة» كما أضاف أن قرار احتلال غزة يأتي في إطار ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية من استيطان وضم للأراضي الفلسطينية، واعتداءات على المقدسات، وهو ما يشكل جرائم ضد الإنسانية تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
شوف كمان: زيلينسكي يتحدث عن الدفاع الجوي والعقوبات مع ترامب خلال لقائهما في الفاتيكان
المعارضة الإسرائيلية
في الداخل الإسرائيلي، انتقد زعيم المعارضة يائير لابيد القرار واصفاً إياه بـ«الكارثة التي ستجر كوارث أخرى»، مؤكداً أنه يتعارض مع موقف الجيش والمؤسسة الأمنية، وأنه سيدفع نحو «مقتل المحتجزين وجنود كُثر وتكلفة بمليارات الشواكل وانهيار دبلوماسي». بينما اعتبر زعيم حزب «الديمقراطيين» اليساري يائير غولان أن هذا القرار «حكم إعدام للرهائن» و«كارثة لأجيال قادمة»، محذراً من أن الاحتلال الكامل سيجعل «الأبناء والأحفاد يقومون بدوريات في شوارع غزة لعقود».
أمريكا
من جانبه، حذر المفاوض الأمريكي السابق في الشرق الأوسط، آرون ديفيد ميلر، من أن الخطة ستلحق «إصابات وأضراراً جسيمة» بالفلسطينيين، وستعرض حياة المحتجزين الإسرائيليين للخطر، واصفاً إياها بـ«الخيالية» و«بالغة الصعوبة». وقال لشبكة «سي إن إن» إن «التكلفة على المحتجزين والمدنيين ستكون باهظة»، مشيراً إلى أن منطق العملية يعتمد على «إخلاء غزة من المقاتلين عبر نقل السكان جنوباً وفرض حصار مركزي»، مؤكداً أنه «لا يمكن تنفيذ ذلك دون سقوط ضحايا كُثر».
بريطانيا
وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الجمعة خطة إسرائيل «للسيطرة» على مدينة غزة بـ«الخطأ»، داعياً الحكومة الإسرائيلية إلى «إعادة النظر فوراً» في هذا القرار. وأكد ستارمر أن «قرار الحكومة الإسرائيلية بتصعيد الهجوم على غزة خطأ، ونحضها على مراجعة قرارها فوراً، فهذا العمل لن يسهم في إنهاء النزاع، بل سيؤدي فقط إلى إراقة المزيد من الدماء». جاء بيان ستارمر بعد ساعات من موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على خطة طرحها نتنياهو تهدف إلى «السيطرة» على مدينة غزة، التي تعاني من أزمة إنسانية حادة ودمار هائل نتيجة الحرب المستمرة. وشدد ستارمر على ضرورة «وقف إطلاق النار، وزيادة المساعدات الإنسانية، وتحرير جميع الرهائن» المحتجزين في القطاع منذ الهجوم في السابع من أكتوبر 2023، مشيراً إلى أن لندن تعمل مع حلفائها على «خطة طويلة الأمد لضمان السلام في المنطقة في إطار حل الدولتين». وأكد أن «الحل الدبلوماسي ممكن، لكن على الطرفين الابتعاد عن مسار التدمير»، مشدداً على أن حماس «لا يمكن أن تؤدي أي دور» في مستقبل القطاع، ويجب أن يتم «نزع سلاحها». وكان ستارمر قد أعلن في أواخر يوليو أن المملكة المتحدة تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات معينة منها وقف إطلاق النار في غزة.
النرويج
من جهتها، اعتبرت مستشارة الاتصالات في «المجلس النرويجي للاجئين» شاينا لو أن الخطة «غير معقولة وغير مقبولة أخلاقياً»، محذرة من أن الوضع الإنساني في غزة «هو الأسوأ الذي شهدناه على الإطلاق»، وأن النزوح القسري لمليون شخص يعد «انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي». وأشارت إلى أن مواقع الإيواء مكتظة، وحصر الفلسطينيين في مناطق مغلقة «يشبه مخيمات اعتقال»، داعية المجتمع الدولي إلى استخدام «نفوذه الفعلي» للضغط على إسرائيل وفتح المعابر.
تركيا
حضت تركيا الجمعة، المجتمع الدولي على وقف الخطة الإسرائيلية الهادفة إلى «السيطرة» على مدينة غزة، محذرة من أن ذلك سيشكل «ضربة قاسية» للسلام والأمن. وجاء في بيان وزارة الخارجية التركية «ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لمنع تطبيق هذا القرار الذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسراً من أرضهم».
الصين
أعربت الصين الجمعة عن «قلقها البالغ» حيال خطة إسرائيل للسيطرة على كامل مدينة غزة، داعية الدولة العبرية إلى «وقف تحركاتها الخطرة فوراً». وأفاد الناطق باسم الخارجية الصينية بأن «غزة للفلسطينيين وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية»، مشيراً إلى أن «الطريقة الصحيحة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في غزة وضمان إطلاق سراح الرهائن هي التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار». وأضاف أن «الحل الكامل لنزاع غزة مرتبط بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وعندها فقط يمكن تمهيد الطريق نحو خفض التصعيد وضمان الأمن الإقليمي».
الأمم المتحدة
دعا رئيس مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة إلى الوقف الفوري لخطة الحكومة الإسرائيلية «الهادفة إلى السيطرة العسكرية التامة على قطاع غزة المحتل». وأكد تورك في بيان أن ذلك «مخالف لقرار محكمة العدل الدولية القاضي بوجوب أن تضع إسرائيل حداً لاحتلالها في أقرب وقت ممكن وتحقيق حل الدولتين المتفق عليه وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم». وأشار المفوض السامي، الذي اعتبرته السلطات الإسرائيلية شخصاً غير مرغوب فيه لاتهامه بالانحياز للفلسطينيين، إلى أن «كل شيء يدعو للاعتقاد بأن هذا التصعيد الجديد سيؤدي إلى نزوح قسري أكبر، والمزيد من القتل والمعاناة التي لا تحتمل، وتدمير جنوني وجرائم مروعة».
وطالب الحكومة الإسرائيلية بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع «بدون عقبات، بدلاً من تكثيف هذه الحرب»، من أجل إنقاذ أرواح المدنيين.
شوف كمان: إيلون ماسك يثير الجدل بدعوته لعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في توقيت مثير
التعليقات