روسيا تبدأ بناء أول محطة نووية في كازاخستان لتعزيز الطاقة المستدامة

كازاخستان-أ ف ب
في خطوة تاريخية، أعلنت روسيا يوم الجمعة عن بدء أعمال بناء أول محطة نووية في كازاخستان، الدولة الواسعة في آسيا الوسطى والتي تُعتبر أكبر منتج عالمي لليورانيوم، بينما تستعد الصين لإنشاء محطتين نوويتين إضافيتين.
وذكر بيان مشترك من الوكالة النووية الكازاخستانية والمجموعة النووية الروسية «روساتوم» أن الهدف من هذه الأعمال هو «تحديد الموقع الأنسب» من خلال حفر حوالي خمسين بئراً استكشافية وأخذ عينات من التربة، كما أضاف البيان أن «إطلاق الدراسات الهندسية يُعتبر خطوة أساسية لضمان سلامة المشروع وموثوقيته وربحيته»
وقد أُقيمت مراسم الإطلاق بالقرب من قرية أولكن شبه المهجورة في الجنوب، على ضفاف بحيرة بالكاش، التي تُعد ثاني أكبر بحيرة في آسيا الوسطى، حيث وافقت السلطات على بناء هذه المحطة النووية الأولى في خريف 2024، بعد استفتاء لم يحمل أي مفاجآت، وأعلنت في يونيو اعتمادها على شريكها الاستراتيجي موسكو، كما أكدت السلطات الكازاخستانية أن الصين، من خلال «المؤسسة الوطنية الصينية للطاقة النووية»، ستتولى بناء المحطتين النوويتين المقبلتين، مع الإشارة إلى أن تفاصيل المشاريع ستُكشف بحلول نهاية العام.
تُعتبر كازاخستان، الجمهورية السوفييتية السابقة والحليف لموسكو، أكبر منتج عالمي لليورانيوم بنسبة تصل إلى 43%، وثالث مُورّد لليورانيوم الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي، ورغم ذلك تعاني من نقص في الكهرباء لتلبية احتياجات الاستهلاك المحلي، وعلى الرغم من أن فرنسا وكوريا الجنوبية كانتا من بين المنافسين لبناء هذه المحطات، إلا أن قرار كازاخستان باختيار روسيا والصين يُعتبر منطقياً، نظراً لموقعها الجغرافي وأهمية هاتين القوتين في المنطقة.
تبقى قضية الطاقة النووية حساسة في كازاخستان، حيث لا تزال الذاكرة الجماعية متأثرة بنحو 450 تجربة نووية سوفييتية أُجريت في شمال البلاد بين عامي 1949 و1989، والتي تعرض بسببها حوالي 1.5 مليون شخص للإشعاعات.

شوف كمان: قناصة وحظر جوي.. إجراءات أمنية مشددة حول روما خلال تشييع البابا فرنسيس