
استمرت الجزائر في الحفاظ على ريادتها كمصدر رئيسي للغاز الطبيعي إلى إسبانيا خلال شهر يوليو الماضي، متفوقة بذلك على كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وذلك وفقًا للبيانات الحديثة التي أصدرتها شركة “إينا غاز” (Enagás) الإسبانية، التي تدير شبكة الغاز في البلاد.
وأظهرت البيانات أن الجزائر قامت بتزويد إسبانيا بـ 10,211 جيجاوات ساعة (GWh) من الغاز خلال شهر يوليو فقط، وهو ما يمثل 32.9% من إجمالي واردات الغاز الإسبانية في هذه الفترة.
من نفس التصنيف: 36 ضحية في غارات إسرائيلية على مدرسة ومستشفى للأطفال في غزة
وقد تم نقل الجزء الأكبر من هذه الكمية، أي 9,330 GWh، عبر أنبوب “ميدغاز” الذي يربط بين البلدين، بينما تم إيصال 881 GWh عبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال (LNG).
ممكن يعجبك: نتنياهو يؤكد أن الشرق الأوسط سيتغير بعد الانتصار على إيران
ورغم الزيادة الملحوظة التي حققتها الولايات المتحدة في صادراتها من الغاز المسال نحو إسبانيا، والتي بلغت 6,389 GWh في يوليو (ما يعادل 20.6% من الحصة السوقية)، إلا أنها احتلت المرتبة الثانية بفارق كبير لصالح الجزائر.
متابعو الموقع يشاهدون:
وقد سجلت الشحنات الأمريكية من الغاز المسال ارتفاعًا بنسبة 55% مقارنة بشهر يونيو الماضي، مما يدل على التنافس المتزايد في سوق الغاز الأوروبية.
أما روسيا، فقد تراجعت إلى مرتبة أدنى، وذلك في ظل التحولات الكبيرة في خريطة الطاقة الأوروبية نتيجة تداعيات الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على موسكو، مما أثر سلبًا على مكانتها التقليدية كمصدر رئيسي للغاز إلى أوروبا.
بعيدًا عن الأداء الشهري، أكد تقرير شركة “إينا غاز” أن الجزائر تصدرت قائمة موردي الغاز لإسبانيا خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة الحالية (من يناير إلى يوليو 2025)، بحصة بلغت 32% من إجمالي الواردات، متبوعة بالولايات المتحدة التي بلغت حصتها 28.9%.
يجدر بالذكر أن الجزائر، ممثلة في شركة سوناطراك، حققت ربحًا سنويًا تجاوز 72.7 مليون يورو خلال سنة 2024، عبر خط أنابيب “ميدغاز” الذي ينقل الغاز الطبيعي من الجزائر إلى إسبانيا عبر البحر المتوسط.
وكشفت مجلة “فوربس” الأمريكية في شهر يوليو الماضي أن شركة “ميدغاز”، التي تدير الخط البحري الرابط بين البلدين منذ عام 2011، سجلت أرباحًا قياسية بلغت 142.55 مليون يورو خلال 2024، بزيادة قدرها 8.2%.
وأوضح المصدر نفسه أن إيرادات “ميدغاز” خلال السنة الماضية بلغت 308.079 مليون يورو، بزيادة تفوق 3.5% مقارنة بعام 2023، بينما بلغ الدخل التشغيلي 215.567 مليون يورو.
كما تُعتبر الشركة الوطنية للمحروقات “سوناطراك” المساهم الأكبر في شركة “ميدغاز”، حيث استحوذت في سنة 2020 على 51% من أسهمها بعد شراء حصص مجمع “سيبسا” بالشراكة مع شركة “ناتورجي” الإسبانية، التي تمتلك 49% من الأسهم.
تُوزع الأرباح القياسية التي حققتها “ميدغاز” بالكامل على المساهمين وفقًا لحصصهم، حيث تحصل “سوناطراك” على ما يزيد عن 72.7 مليون يورو، بينما تحصل الشركة المملوكة من قبل “ناتورجي” و”بلاك روك” على 69.85 مليون يورو.
التعليقات