
كشف تقرير من بلومبيرغ أن هناك جهودًا من قبل واشنطن وموسكو للتوصل إلى اتفاق يهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، مما قد يؤدي إلى تثبيت السيطرة الروسية على الأراضي التي استولت عليها خلال الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف، وذلك وفقًا لمصادر مطلعة على الوضع
وأفادت تلك المصادر بأن مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا يعملون على تفاصيل اتفاق يتعلق بالأراضي، تمهيدًا لقمة مرتقبة بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في بداية الأسبوع المقبل، كما أوضحت المصادر أن الولايات المتحدة تسعى للحصول على موافقة أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين على هذا الاتفاق، وهو ما لا يزال غير مؤكد
ويطالب بوتين أوكرانيا بالتنازل عن كامل منطقة شرقي دونباس لصالح روسيا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها قواته بشكل غير قانوني في عام 2014، مما يتطلب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إصدار أوامر بانسحاب القوات من أجزاء من منطقتي لوغانسك ودونيتسك اللتين لا تزالان تحت سيطرة كييف، وهذا يمنح روسيا نصراً عسكرياً لم تتمكن من تحقيقه منذ بداية الحرب في فبراير 2022
وبحسب المصادر، فإن هذه النتيجة تمثل انتصارًا كبيرًا لبوتين، الذي يسعى منذ فترة طويلة لإجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة حول شروط إنهاء الحرب، مما أدى إلى تهميش أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، ويواجه زيلينسكي خطر تقديم عرض “خذها أو اتركها” لقبول خسارة أراضٍ أوكرانية، بينما تتخوف أوروبا من أن تُترك لمراقبة وقف إطلاق النار في الوقت الذي يعيد فيه بوتين بناء قواته
وقال المطلعون إن روسيا ستوقف هجومها في منطقتي خيرسون وزاباروجيا كجزء من الصفقة، لكنهم حذروا من أن شروط الاتفاق لا تزال في حالة تغير مستمر، وقد تتغير في أي لحظة
ولا يزال غير واضح ما إذا كانت موسكو مستعدة للتخلي عن أي أراضٍ تحتلها حاليًا، بما في ذلك محطة زاباروجيا للطاقة النووية، وهي الأكبر في أوروبا
ووفقًا لمصادر، فإن الاتفاق يهدف بشكل أساسي إلى تجميد الحرب، تمهيدًا لوقف إطلاق النار، وإجراء محادثات فنية بشأن تسوية سلمية نهائية، حيث كانت الولايات المتحدة تضغط سابقًا على روسيا للموافقة أولاً على وقف إطلاق نار غير مشروط لإفساح المجال للمفاوضات حول إنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع
بعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، متعهدًا بحل أسوأ صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية بسرعة، أعرب ترامب عن إحباطه المتزايد من رفض بوتين الموافقة على وقف إطلاق النار، حيث أجرى الزعيمان ست مكالمات هاتفية منذ فبراير الماضي، والتقى مبعوث ترامب ستيف ويتكوف مع بوتين خمس مرات في روسيا لمحاولة التوسط في اتفاق
ولم يطبق ترامب أي عقوبات مباشرة على موسكو حتى الآن، رغم أنه ضاعف الرسوم الجمركية على السلع الهندية إلى 50% هذا الأسبوع مقابل مشترياتها من النفط الروسي، مما أثار غضبًا في نيودلهي، وطالب ترامب بوتين بالموافقة على وقف إطلاق النار بحلول يوم الجمعة، وإلا ستفرض الولايات المتحدة رسومًا على الدول التي تشتري النفط الروسي لزيادة الضغط الاقتصادي على موسكو
أصر بوتين مرارًا على أن أهدافه الحربية لا تزال كما هي، وتشمل هذه الأهداف مطالبة كييف بقبول وضع الحياد، والتخلي عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وقبول خسارة شبه جزيرة القرم والمناطق الأربع الأخرى في شرق وجنوب أوكرانيا لصالح روسيا
تخضع أجزاء من دونيتسك ولوغانسك لروسيا منذ عام 2014، عندما دعم الكرملين انفصال شبه جزيرة القرم، وقد أعلن بوتين أن المناطق الأوكرانية الأربع جزء “أبدي” من روسيا بعد إعلانه ضمها في 2022، على الرغم من أن قواته لم تسيطر قط بشكل كامل على تلك الأراضي
ولا يحق لأوكرانيا دستورياً التنازل عن أي من أراضيها، وقد صرحت بأنها لن تعترف بالضم الروسي لأراضيها
وأضافت المصادر أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان بوتين سيوافق على المشاركة في اجتماع ثلاثي مع ترامب وزيلينسكي الأسبوع المقبل، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الأمريكي، حيث صرح الزعيم الروسي للصحفيين بأنه لا يمانع لقاء زيلينسكي في الظروف المناسبة، رغم أنه قال إنها غير موجودة حاليًا
وعبر مسؤولون، بمن فيهم مسؤولون أمريكيون، عن شكوكهم بشأن استعداد بوتين لوقف الحرب، وما إذا كان مهتمًا حقًا باتفاق سلام لا يرقى إلى مستوى أهدافه المعلنة في أوكرانيا، وفقًا للمصادر، قال ترامب يوم الخميس إنه مستعد للقاء بوتين، حتى لو لم يوافق الزعيم الروسي على الجلوس مع زيلينسكي أيضًا، متجاوزًا على ما يبدو اقتراحات سابقة بعقد اجتماع ثلاثي
صرح ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: “لا أحب الانتظار الطويل، إنهم يرغبون في مقابلتي، وسأبذل قصارى جهدي لوقف القتل”
وصرح يوري أوشاكوف، مساعد الكرملين للشؤون الخارجية، الخميس، بأن المسؤولين الروس والأمريكيين يضعون اللمسات الأخيرة على تفاصيل اجتماع خلال الأيام القليلة المقبلة، وأنهم اتفقوا على مكان لم يُحدد بعد
وكانت الولايات المتحدة قد عرضت سابقًا الاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم كجزء من أي اتفاق لوقف الحرب، والتنازل فعليًا عن السيطرة الروسية على أجزاء من مناطق أوكرانية أخرى، وكجزء من تلك المقترحات السابقة، ستُعاد السيطرة على منطقتي زاباروجيا وخيرسون إلى أوكرانيا
شوف كمان: مجاعة غزة تتصدر نشرات الأخبار الإسرائيلية لأول مرة.. تحول كبير في تغطية إعلام الاحتلال
مواضيع مشابهة: أوكرانيا تعلن عن “تحسينات واضحة” في المفاوضات مع الولايات المتحدة حول صفقة المعادن
التعليقات