محلل عسكري وبرلماني سابق يكشف: تأثير احتلال غزة على المجتمع الإسرائيلي يتجاوز المكاسب بكثير

علق اللواء حمدي بخيت، المحلل الاستراتيجي والعسكري، وعضو مجلس النواب السابق، على تصديق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر، يوم الخميس، على المقترح الذي قدمه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بشأن احتلال قطاع غزة، حيث أشار إلى أن المسألة تعكس توجهات نتنياهو الرامية للاستمرار في الحكم، مؤكدًا أن احتلال القطاع بالكامل يعد أمرًا في غاية الصعوبة، وإذا تحقق فإن تداعياته على المجتمع الإسرائيلي ستكون أكبر من المكاسب المحتملة، رغم الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل.

وأوضح «بخيت» في حديثه لـ «بوابة مولانا» أن نتنياهو كانت لديه أولوية تتمثل في مسألة الرهائن، ولكن بعد فشلهم في هذا الملف، وتورطهم وعدم قدرتهم على تحقيق هذا الهدف، أصبح ملف الرهائن أولوية ثانية، بينما أصبح احتلال قطاع غزة والقضاء على حماس أولوية أولى، وتابع قائلًا: «لكن ما حدث بعد ذلك هو أنهم لم يستطيعوا تحقيق أي إنجاز سواء في ملف الرهائن أو في القضاء على حماس والسيطرة على غزة، هذا بالإضافة إلى حالة الاحتقان لدى الرأي العام الإسرائيلي الذي انقلب على اليمين المتطرف بسبب ملف الرهائن، حيث يرون أنه لم يعد أولوية لنتنياهو.

واستطرد «بخيت» أن العسكريين الإسرائيليين في الميدان هم الأكثر دراية بحقيقة الموقف، وهذا ما دفع رئيس الأركان للاعتراض على خطة نتنياهو التي قد تعرض القوات الإسرائيلية للخطر، إذ أن احتلال تلك المناطق يتطلب بقاء قوات أكثر مما هو مطلوب في مناطق العمل، وهو ما أنهك القوات الإسرائيلية وتسبب في خسائر عسكرية وبشرية كبيرة، كما أنه أثّر سلبًا على الرأي العام الداخلي نتيجة أسر الجنود والقوات سواء الذين قتلوا أو الذين لا يزالون في الخدمة خلال تلك الحرب على مدار عامين، مؤكدًا أن هناك حاليًا حالة من الانهيار في المجتمع الداخلي وزيادة في رغبات الهجرة.

واعتبر عضو البرلمان السابق أن العبرة لا تكمن في الدعم العسكري والمالي، فإسرائيل لم تستطع الصمود أمام حزب الله وحماس، وانهارت في الأيام الأولى لولا التدخل الأمريكي والأوروبي والدعم المستمر، حيث أكد أن الحرب الدائرة في غزة لا تديرها إسرائيل بقدر ما تديرها الولايات المتحدة وأوروبا، منذ الأيام الأولى من 7 أو 8 أو 9 أكتوبر، موضحًا أن «أمريكا وأوروبا بالفعل على الأرض في القطاع»، حيث أن إسرائيل لا تخوض أي حرب إلا بدعم قوى كبرى، وهو ما ينص عليه العقيدة الإسرائيلية ونظرية الأمن الإسرائيلية التي تقضي بعدم دخول الحروب إلا بدعم من قوى كبرى.

وأشار إلى أن الحرب في غزة قد استنزفت الاحتلال بالفعل، وفي الوضع الراهن، تساءل كيف سيكون الحال إذا ما تم احتلال باقي القطاع، مشيرًا إلى تكريس أربع فرق الآن في الحرب، حيث أن اجتياح القطاع يتطلب خمس فرق على الأقل، وهو ما يمثل ثلث إجمالي عدد الفرق الذي يتراوح بين 12-14 فرقة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *