مجاعة غزة تتصدر نشرات الأخبار الإسرائيلية لأول مرة.. تحول كبير في تغطية إعلام الاحتلال

في ظل التقارير المتزايدة عن المجاعة في غزة وتصاعد الغضب الدولي تجاه الأوضاع الإنسانية في القطاع، بدأت أخبار الأزمة المتفاقمة تتسلل إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية، مما يعكس تحولًا ملحوظًا في كيفية تناول الإعلام الإسرائيلي للحرب على غزة.

وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، يوم الجمعة، أنه خلال ما يقرب من عامين من الحرب في قطاع غزة، كانت نشرات الأخبار الإسرائيلية تركز بشكل شبه حصري على ما أسمتهم بـ «ضحايا الصراع الإسرائيلي»، مثل الرهائن، سواء الأحياء أو الأموات، أو الذين لا يزالون في الأسر، والجنود الذين قُتلوا في المعارك، بينما كانت معاناة المدنيين في غزة، الذين شُرد منهم حوالي مليوني شخص ودُمّرت بنيتهم التحتية الحيوية، تمر بشكل نادر في التغطيات الإعلامية.

وأوضحت الصحيفة أنه مع سقوط الصواريخ على المدن الإسرائيلية بعد هجمات 7 أكتوبر، كانت هناك قاعدة غير مكتوبة تقضي بإبعاد المدنيين الفلسطينيين عن الأنظار في التغطية المحلية للحرب، وفقًا لما كشفه صحفيون وخبراء إعلام إسرائيليون، لكن في الشهر الماضي، ومع تزايد التقارير حول المجاعة الجماعية في القطاع والغضب الدولي المتصاعد، بدأت أخبار الأزمة المتفاقمة تظهر في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وقالت إحدى الصحفيات الاستقصائيات البارزات، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظرًا لحساسية الموضوع، إن تدفق الصور والإدانات، حتى من حلفاء إسرائيل، منح الصحفيين الإسرائيليين «مدخلًا إلى القصة».

وللمرة الأولى، بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية الكبرى بعرض مشاهد لمدنيين في غزة، مثل رجال يحملون أكياس الطعام من مواقع توزيع المساعدات وأطفال يتزاحمون حول مطابخ الحساء القليلة المتبقية، مما يكشف عن نتائج الحصار الإسرائيلي المستمر للقطاع منذ شهور، وفقًا للتقارير.

وأشارت «واشنطن بوست» إلى أنه رغم قيام حماس بنشر مقاطع فيديو لرهينة هزيل، إلا أن نشرات الأخبار الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، عادت إلى نمط التغطية المعتاد، حيث أثار فيديو حماس رعب الإسرائيليين وأشعل احتجاجات شعبية واسعة، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اقتراح إعادة احتلال كامل للأراضي الفلسطينية، مما تسبب في توترات بين حكومته والمسؤولين العسكريين الذين يعارضون هذه الخطة، ومع ذلك، فإن صور الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال الذين يتضورون جوعًا، قدمت للإسرائيليين لمحة عن الأزمة الهائلة في غزة، مما أعطى النشطاء المناهضين للحرب بعض الأمل في أن يتسع النقاش في إسرائيل ليشمل أسئلة حول قانونية وأخلاقية تصرفات جيش الاحتلال.

وفي هذا السياق، قالت الصحفية يونيت ليفي، مقدمة نشرة الأخبار المسائية على القناة 12 الإسرائيلية، في ختام تقريرها عن غزة الأسبوع الماضي: «ربما حان الوقت لنفهم أن هذا ليس مجرد فشل في العلاقات العامة، بل فشل أخلاقي»

جدير بالذكر أن إسرائيل كانت قد منعت الصحفيين الأجانب من دخول غزة، باستثناء زيارات قصيرة مُراقبة من قبل جيش الاحتلال، ومع ذلك، استمر الصحفيون الفلسطينيون في تغطية أخبار القطاع بشكل متواصل، مُرسلين طلباتهم إلى وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام الدولية الأخرى، وقد «واصلوا التغطية رغم القتل والإصابات والاعتقالات التعسفية على يد القوات الإسرائيلية»، وفقًا للجنة حماية الصحفيين، التي تُشير إلى مقتل 178 صحفيًا في غزة منذ بداية الحرب.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *