نتنياهو وحلم احتلال غزة.. قصة تمتد لأكثر من 20 عامًا مع تفاصيل مثيرة

«خطوة غير مسؤولة ستُعرّض أمن إسرائيل للخطر، وتُقسّم الشعب، وتُرسّخ مبدأ العودة إلى حدود عام 1967، وفي المستقبل، ستُعرّض القدس للخطر أيضًا»، بهذه الكلمات، عبّر بنيامين نتنياهو عن رأيه في انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005.

وبعد 20 عامًا من تلك التصريحات التي أدلى بها في 7 أغسطس 2005، عاد نتنياهو ليثير جدلًا واسعًا على الساحة الدولية بإعلانه عن عزمه احتلال قطاع غزة.

وخلال اجتماع الكابينت مساء أمس الخميس 7 أغسطس 2025، قدم نتنياهو «خطة تدريجية» لاحتلال قطاع غزة بالكامل، ليوافق الكابينت على الخطة في فجر الجمعة بعد مشاورات مطولة استمرت لساعات، على الرغم من معارضة المؤسسة العسكرية التي حذرت من المخاطر التي قد يتعرض لها الأسرى والجنود.

وأوضح رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، أن تنفيذ خطة احتلال قطاع غزة التي أقرها المجلس الوزاري المصغر «الكابينت»، يحتاج إلى حوالي 200 ألف جندي احتياط، وفقًا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية «كان» استنادًا إلى مصادر مطلعة.

في عام 2005، أعلن نتنياهو – الذي كان يشغل منصب وزير المالية آنذاك – انسحابه من حكومة أرييل شارون اعتراضًا على انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، واصفًا خطة الحكومة بأنها ستسمح بإنشاء قاعدة لـ«الإرهاب الإسلامي»، حسب تعبيره.

وتبنت الحكومة الإسرائيلية خطة «فك الارتباط الأحادية» بهدف إخلاء المستوطنات ومعسكرات الجيش من قطاع غزة، وتسليمها للسلطة الفلسطينية، في محاولة من حكومة أرييل شارون لإنهاء الانتفاضة الثانية.

وأكد نتنياهو آنذاك: «لست مستعدًا لأن أكون شريكًا في خطوة تتجاهل الواقع، وتتجه بشكل أعمى نحو تحويل قطاع غزة إلى قاعدة للإرهاب الإسلامي الذي يهدد الدولة»

وزعم نتنياهو في ذلك الوقت أن «هناك سبيل لتحقيق السلام والأمن»، لكنه شدد على أن «الانسحاب الأحادي الجانب تحت وطأة النيران ودون مقابل ليس هو السبيل بالتأكيد».

وأردف نتنياهو في رسالة استقالته: «لقد حانت لحظة الحقيقة. لا أستطيع الموافقة على قرار يُهدِّد أمن الدولة»

وإذا كان نتنياهو يسعى حاليًا لإطالة أمد الحرب في غزة، فإن الحسابات السياسية كانت حاضرة أيضًا قبل 20 عامًا، حين كان يسعى للإطاحة بـ«شارون» من زعامة حزب الليكود، وعاد نتنياهو لقيادة الحزب في نفس العام بعد انسحاب شارون من الحزب وتأسيس حزب كاديما.

ووصفت السلطة الفلسطينية استقالة نتنياهو آنذاك بأنها محاولة يائسة لوقف الانسحاب الإسرائيلي من غزة، حيث قال صائب عريقات، المسؤول في السلطة الفلسطينية: «استقالته تُشير إلى أن الانسحاب سيتم في موعده، يبدو أن نتنياهو يتصرف كما لو أن الانسحاب قد تم بالفعل»

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *