ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ غزة.. مسؤوليات المحامين العرب الأخلاقية والإنسانية والالتزامات الدولية

ألقى عبدالحليم علام، نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب، كلمة مؤثرة خلال الندوة العلمية التي أقيمت على هامش المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب في تونس، تحت عنوان «فلسطين باقية، لا للمساومة، لا للتهجير، لا للتصفية».

وأضاف: «نجتمع هنا اليوم، وقد أدمت قلوبَنا جراحُ الأمة النازفة في فلسطين، وتحديدًا في غزة الجريحة، حيث تتوالى فصول الإبادة الجماعية بتواطؤٍ أمريكي معلن، وصمتٍ دوليّ مطبق وعجزٍ عربيٍّ يكاد يُدمي الحجر»

وتابع علام: «نُتابع بقلوبٍ يعتصرها الألم ما يتعرض له الأبرياء في قطاع غزة من حصارٍ خانق، وتجويعٍ ممنهج، وتهجيرٍ قسري، وتدميرٍ شامل للبشر والحجر، وتشريدٍ لملايين في الداخل والخارج، وبينما يشتعل لهيب المأساة، لا تزال ساحات السياسة العربية مكتفية بالبيانات الباردة والتصريحات المرتجفة»

وأشار: «وإذ نقف على أطلال الحطام والخذلان، فإننا نُعلنها بصوت الضمير المهني الحر المعبر عن رسالة المحاماة الحرة، إن غزة لم تعد تحتاج منا إلى الأقوال، بل إلى المواقف والأفعال، ولم تعد تنتظر الوعود، بل إلى إنقاذ ما تبقى منها، ومحاسبة الجناة ومنع تكرار الجريمة»

وأكد أن الدم الفلسطيني أغلى من أن يكون مادة إعلامية أو بندًا مستهلكًا في المؤتمرات والندوات والاجتماعات، موضحًا أن آوان الشجب قد مضى، وآن أوان الفعل، ومضى أوان الندب، وآن أوان العمل.

وشدد علام على اتحاد المحامين العرب ألا يفض هذه الدورة من دور انعقاد مكتبه الدائم دون أن يصدر عنه قرارات حاسمة قابلة أن تتحول إلى أفعال على أرض الواقع، لاتخاذ كافة ما يمكن اتخاذه من إجراءات قانونية.

وتابع: لا ينبغي لهذا الانعقاد للمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب أن يُسدل ستاره قبل أن يصدر عنه موقفٌ واضح، وقراراتٌ حاسمة، تُترجم إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع، فالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية، فضلًا عن الالتزامات القانونية الدولية، تفرض علينا التحرك العاجل لاتخاذ كافة الإجراءات الممكنة ضمن الأطر الشرعية والمواثيق الدولية

وقال: «إننا أمام لحظة تاريخية فاصلة، لا تحتمل تردد الخذلان، أو مجاملة الباطل والبهتان، إما أن نكون أهلًا لآلام غزة، أو نكون جميعًا شركاء في صمت الجريمة»

وفي نهاية كلمته وجه علام التحية للمقاومة، قائلًا: «عاشت المقاومة، وعاشت فلسطين حرة عربية أبية، فلسطين باقية، لا للتطبيع، لا للمساومة، لا للتهجير، لا للتصفية»

شارك في الندوة عميد الهيئة الوطنية للمحامين بدولة تونس، والأمين العام لاتحاد المحامين العرب، وسفير دولة فلسطين بتونس، والأمناء العموم المساعدون وأعضاء المكتب الدائم، وأعضاء الهيئة الوطنية للمحامين بتونس الشقيقة، ووفود النقابات وجمعيات وهيئات المحامين العربية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *