
أطلقت وكالات أممية نداءً عاجلاً للتحرك الفوري للحد من انتشار وباء الكوليرا، الذي يشهد تصاعدًا خطيرًا في السودان، وقد امتد إلى مخيمات اللاجئين السودانيين في شرق تشاد، مما يهدد بوقوع كارثة صحية واسعة النطاق.
ووفقًا لتقارير ميدانية ومصادر طبية محلية، فإن الوضع في إقليم دارفور يعد الأكثر تضررًا، حيث سجّلت مراكز النزوح في طويلة وجبل مرة ونيالا ارتفاعًا حادًا في عدد الإصابات اليومية بالكوليرا، في وقت تعاني فيه المخيمات من شحّ في الإمكانيات الطبية والمياه النظيفة.
مقال له علاقة: غزة تحت وطأة المجاعة ورئيس النواب الأمريكي يؤكد: الصور تتحدث بصوت أعلى من الكلمات بينما ترامب يستغل سلطته
أرقام ثقيلة
في معسكر عطاش للنازحين بمدينة نيالا وحده، تم تسجيل 97 حالة إصابة مؤكدة بالكوليرا، بينها 14 حالة وفاة، وفق ما أكده أطباء ومسؤولون محليون في تصريحات لراديو ““.
وتشير شهادات من ميدان الأزمة إلى تسارع مقلق في تفشي المرض، وسط جهود تطوعية لمجابهة الوضع، لكنها تظل محدودة بسبب نقص الدعم.
مواضيع مشابهة: إسرائيل تتوعد بشن توغلات واسعة وتقسيم قطاع غزة إلى قسمين.
متابعو الموقع يشاهدون:
ووفق معاونين صحيين، بلغ العدد التراكمي للحالات في دارفور وحدها 3435 إصابة منذ بداية تفشي المرض، بينها 69 وفاة، بينما لا تزال 245 حالة قيد العزل الصحي، بينها 57 حالة جديدة تم تسجيلها خلال يوم واحد فقط.
وفي تشاد المجاورة، تم الإبلاغ عن أول حالة إصابة مؤكدة بالكوليرا في مخيم فرشنا للاجئين السودانيين شرق البلاد، وتم وضع المصابة تحت الحجر الصحي داخل مركز طبي بالمخيم.
كما تم تسجيل 264 حالة و12 وفاة في مخيم دوغي والقرى المحيطة به، وظهور حالات مشتبه بها في مخيم تريغوين.
وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحذيرًا شديد اللهجة من أن الوضع داخل مخيمات اللاجئين بات ينذر بانهيار صحي، في ظل نفاد المساعدات وضعف البنية التحتية، داعية إلى ضخ تمويل عاجل لتعزيز خدمات الصحة والنظافة والمياه والتغذية.
الصحة العالمية تحذر
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في مؤتمر صحفي عقد في جنيف، أن السودان يشهد انتشارًا واسعًا لوباء الكوليرا، موضحًا أنه تم تسجيل نحو 100 ألف إصابة منذ يوليو 2024، مع تفشي المرض في جميع ولايات البلاد، بما فيها العاصمة الخرطوم.
وأشار إلى أن حملات تطعيم ضد الكوليرا أُطلقت في بعض الولايات، إلا أن الأزمة الصحية تتعقّد بفعل الفيضانات الأخيرة، التي من المتوقع أن تزيد من انتشار الكوليرا والملاريا وحمى الضنك وسوء التغذية.
وفي سياق متصل، نبّهت منظمة الصحة العالمية إلى تعرض النظام الصحي السوداني لانهيار وشيك، مع تأكيدها وقوع 174 هجومًا على منشآت صحية، أسفر عن مقتل 1171 شخصًا وإصابة 362 آخرين.
كما كشفت مسؤولة الطوارئ بالمنظمة، إلهام نور، أن 25 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وسط مجاعة متفاقمة في عدة مناطق من دارفور وكردفان، الأمر الذي يزيد من هشاشة السكان أمام الأوبئة.
الأطفال يدفعون الثمن
من جهتها، أكدت منظمة اليونيسف أن عدد الأطفال الذين تلقوا علاجًا من سوء التغذية الحاد في دارفور ارتفع بنسبة 46% في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025.
وروت جوسلين إليزابيث نايت، مسؤولة الحماية بمفوضية اللاجئين، أنها التقت طفلًا مصدومًا نفسيًا في أحد الملاجئ، معتبرة أن حالته تمثل “صورة مصغّرة لمعاناة آلاف الأطفال السودانيين”، الذين يعيشون في ظل الحرب والجوع والمرض.
التعليقات