آلاف الإسرائيليين يختارون مغادرة البلاد احتجاجًا على سياسات نتنياهو

خلال العام الماضي، اختار عشرات الآلاف من الإسرائيليين مغادرة بلادهم وبيع ممتلكاتهم، هربًا من الحرب، وهو قرار يعكس أيضًا معارضتهم لسياسة بنيامين نتنياهو، حيث تعتبر قبرص واليونان والبرتغال من أبرز الوجهات التي يفضلونها.

آلاف الإسرائيليين يرحلون

أكثر من 10,000 إسرائيلي انتقلوا إلى اليونان، بينما اختار العديد من الآخرين الانتقال إلى قبرص والبرتغال، وقد غادرت سينثيا مع عائلتها واستقرت في أثينا، حيث قالت: «كان أطفالي هم السبب الرئيسي لقراري، إنهم يستحقون طفولة طبيعية مثل أي طفل آخر، ولا أريد لهم القلق بشأن الحرب أو التفكير في وجود غرفة آمنة أو احتمال تعرضنا للقصف».

منطق فاشي

أعرب إيزار بيري، الصحفي السابق، عن قلقه من غياب الديمقراطية في إسرائيل، مؤكدًا أن الحكومة الحالية، التي تدعم الحرب، أجبرته على مغادرة الجليل، حيث قال: «شاركت في جميع التظاهرات على مدى العامين أو الثلاثة الماضية، ولكن دون جدوى، لا شيء يوقف المنطق الفاشي السائد، وآمل أن يُحل النزاع في مرحلة ما».

أكبر نزوح جماعي

شهدت شركات النقل في إسرائيل نجاحًا كبيرًا في ظل هذا النزوح، حيث أشار الرئيس التنفيذي لإحدى شركات النقل في ميناء أسدود إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ 30 عامًا التي يشهد فيها نزوحًا جماعيًا بهذا الشكل، وفقًا للأرقام الرسمية، انتقل 82 ألف إسرائيلي غادروا البلاد إلى اليونان وقبرص والبرتغال بعد بيع ممتلكاتهم، وبحسب تقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسية، غادر حوالي 30 ألف إسرائيلي البلاد بشكل دائم بين نوفمبر 2023 ومارس 2024، بزيادة قدرها 14% مقارنة بالعام السابق، ورغم صعوبة تحديد العدد الدقيق للإسرائيليين الذين وصلوا إلى اليونان بعد 7 أكتوبر 2023، إلا أن الحكومة اليونانية قررت تسهيل تمديد تأشيرات السياحة للمواطنين الإسرائيليين من 90 إلى 180 يومًا، وأكدت السفارة الإسرائيلية زيادة عدد الإسرائيليين المقيمين في اليونان بشكل غير رسمي.

تأشيرات ذهبية للإسرائيليين

في هذا السياق، أفادت وزارة الهجرة اليونانية بارتفاع عدد «التأشيرات الذهبية» الممنوحة للإسرائيليين، وهو برنامج يتيح للأجانب الذين يستثمرون 250 ألف يورو في العقارات الحصول على تصريح إقامة لمدة خمس سنوات، حيث زادت هذه التأشيرات بنحو 70% منذ 7 أكتوبر 2023، وبالمقارنة مع إسرائيل، فإن تكلفة المعيشة في اليونان أقل بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30%، حيث يمكن أن يصل إيجار شقة في أثينا أو سالونيك إلى نصف إيجارها في تل أبيب، كما أن أسعار المواد الغذائية والخدمات الأخرى أرخص بكثير من تلك الموجودة في إسرائيل.

تحذيرات في قبرص

حذرت المعارضة في قبرص مؤخرًا من أن إسرائيل تسعى لإنشاء «حديقة خلفية» في الجزيرة، ردًا على زيادة عمليات الاستحواذ على العقارات من قبل المستثمرين الإسرائيليين، حيث أشار ستيفانوس ستيفانو، المتحدث باسم حزب العمال التقدمي، إلى أن المشترين الإسرائيليين يشترون أراضٍ كبيرة وأصولًا استراتيجية، ويقومون ببناء مدارس ومعابد يهودية ومستوطنات، مما يشير إلى أن إسرائيل تتحول إلى فناء خلفي في قبرص، وهذا يجب أن يدق ناقوس الخطر لدينا، حيث تم الاستحواذ على حوالي 4000 عقار مرتبط بإسرائيل في جنوب قبرص منذ عام 2021، وزاد عدد الإسرائيليين المقيمين في قبرص من 6500 إلى حوالي 15000 بين عامي 2018 و2025.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *