
لم يكن محمد كمال، سائق ميكروباص من قرية «سنتريس» في محافظة المنوفية، يتوقع أن يتحول يومه العادي على خط «إمبابة – رمسيس» إلى قصة ملهمة يتداولها الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يصبح اسمه حديث الصحافة المحلية والعالمية بعد موقف بسيط لكنه مليء بالمعاني حول الأمانة والشهامة.
بدأ المشهد بينما كان محمد يقف بجوار ميكروباصه في انتظار تحميل الركاب، حيث اقترب منه سائح أجنبي – تبين لاحقًا أنه البلوجر الأمريكي الشهير «مستر شنايدر» – وسأله عن قيمة الأجرة، فرد محمد مباشرة: «7 جنيه»، وهو السعر المعتاد للرحلة، لكن الأمور أخذت منحى آخر عندما تدخل أحد الباعة في الشارع واقترح أن يطلب من السائح «50 جنيهًا»، معتبرًا أن السائح لن يمانع الدفع، وربما لن يعرف السعر الحقيقي، وهنا جاء رد محمد حاسمًا: «هي 7، زي أي راكب، ودي الأجرة اللي بيدفعها أي حد»
شوف كمان: توقف إمدادات مياه الشرب عن بعض مناطق المقطم لمدة 8 ساعات يوم الجمعة (التفاصيل)
محمد يروي لـ«بوابة مولانا» تفاصيل ما جرى قائلاً: «أنا مكنتش أعرف إنه بيصور ولا كنت واخد بالي إنه مشهور، هو بالنسبة لي راكب عادي، ودي شغلتي، أنا شايف إن المعاملة الكويسة للسائح أهم من أي مكسب لحظي، لأن ده وجهة نظره عن البلد كلها، لو كل واحد ابتدى بنفسه البلد دي هتبقى في حتة تانية»
ممكن يعجبك: محافظ شمال سيناء يقوم بجولة تفقدية في لجان امتحانات الثانوية العامة بالعريش
ويضيف: «بصراحة، حتى لو كان دفع خمسين جنيه، المبلغ مش فارق معايا، أنا باشتغل علشان أكل عيش بالحلال، وأربي بناتي على الصح، اللي مش من حقك ما تاخدوش، دي حاجة تربينا عليها من صغرنا»
محمد يؤكد أن هذا الموقف لم يكن الأول له في التعامل مع السياح، لكنه لم يتوقع أن يصل الفيديو إلى هذه الشهرة، حيث يقول: «اشتغلت سنين في السبتية، والسبتية بييجي فيها أجانب كتير عشان يشوفوا الحاجات القديمة والتحف، وعادي ممكن يصوروا كل حاجة حواليهم، فما خطرش في بالي إنه بيصور الموقف نفسه»
جيران وأصدقاء: محمد طول عمره كده
عدد من جيران محمد في «سنتريس» أكدوا أن ما فعله ليس غريبًا عليه، حيث يقول عم حسن، أحد جيرانه القدامى: «محمد من وهو صغير معروف بالأمانة، حتى وهو مسافر للشغل في القاهرة عمره ما رجع بحاجة مش من حقه، دي تربيته وده طبعه»
أما صديقه أحمد، الذي عمل معه لفترة في الميكروباص، فيقول: «محمد بيشيل هم الناس قبل همه، ممكن يركب حد مش معاه الأجرة كاملة ويقوله المرة الجاية، وده نادر في الشغلانة دي»
التعليقات