جامعة مصر للمعلوماتية تطلق ابتكارًا ثوريًا يقود مستقبل تقنيات القيادة الذاتية

في عالم يتسارع فيه تطور التكنولوجيا، تأتي الابتكارات في مجال القيادة الذاتية لتشكل جزءًا أساسيًا من مستقبل النقل، حيث أُعلنت جامعة مصر للمعلوماتية عن إطلاق أحدث برنامج إلكتروني للقيادة الذاتية، مما يعكس التزامها بالمنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، هذا البرنامج يعد خطوة مهمة نحو تحسين الكفاءة والسلامة على الطرق.

التحديات التقنية للقيادة الذاتية

تعتبر تقنيات القيادة الذاتية من أكبر التحديات التقنية في عصرنا، حيث تؤثر بشكل مباشر على السلامة المرورية وكفاءة النقل، بالإضافة إلى تقديم خدمات متاحة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ومع تقدم التكنولوجيا في مجالات الرؤية الحاسوبية وتعلم الآلة، لا تزال الأنظمة الحالية تواجه مشكلتين رئيسيتين تعوق انتشارها، الأولى هي محدودية القدرة على التكيف مع السيناريوهات غير المألوفة، مما يؤدي إلى قرارات خاطئة قد تزيد من مخاطر الحوادث.

مشاكل اتخاذ القرار في الأنظمة

أما المشكلة الثانية فتتعلق بغموض عملية اتخاذ القرار، المعروفة بمشكلة “الصندوق الأسود”، حيث تفتقر معظم الأنظمة الحالية للشفافية، مما يقلل من الثقة المجتمعية بها، ويجعل الاعتماد التنظيمي عليها أمرًا صعبًا، وهذا يشكل عائقًا كبيرًا أمام استخدامها في العديد من الدول حول العالم.

نموذج DriveFusion المبتكر

في خطوة مبتكرة، طوّر فريق من طلبة الفرقة الرابعة في كلية علوم الحاسب والمعلومات نموذج DriveFusion، وهو نموذج متعدد الوسائط يعتمد على تقنية Qwen2.5-VL، يقوم هذا النموذج بدمج مدخلات متنوعة تشمل الصور من الكاميرات، إحداثيات GPS، بيانات السرعة، واستفسارات نصية، مما يتيح له إنتاج أوامر تحكم دقيقة وتفسيرات لغوية واضحة تدعم اتخاذ قرارات شفافة ومفهومة.

تحسينات في الشفافية والكفاءة

نجح الفريق في معالجة التحديات الأساسية المتعلقة بالقدرة المحدودة على التكيف وانعدام الشفافية، حيث يجمع النموذج الجديد بين قدرات نماذج اللغة الكبيرة والمكونات المتخصصة في السيارات، مما يعزز من كفاءة النظام ويتيح له تفسير القرارات بشكل واضح، مما يسهم في تحسين الأمان والثقة في تقنيات القيادة الذاتية.

التعاون بين الجامعات والصناعة

يمثل هذا المشروع نموذجًا مثاليًا للتعاون بين الجامعات وصناعة التكنولوجيا، حيث يشرف على الفريق الدكتورة هدى مختار، بالإضافة إلى خبراء من شركة “فاليو” العالمية، مما يضمن تكامل المعرفة الأكاديمية مع التطبيق العملي، ويعكس هذا التعاون روح الابتكار ويساهم في دفع عجلة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر أمانًا وموثوقية في عالم السيارات ذاتية القيادة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *