خبير رقمي يدعو لإنشاء نظام وطني شامل لحماية الذوق العام ومراقبة صُناع المحتوى

أشار الدكتور إسلام نصرالله، خبير التحول الرقمي والتكنولوجيا، إلى أن الدولة تبذل جهودًا ملحوظة في مواجهة المحتوى الإلكتروني الهابط الذي يتعارض مع قيم وثقافة المجتمع المصري، ومن أبرز تلك الجهود القبض مؤخرًا على عدد من مشاهير منصة «تيك توك»، الذين ثبت تورطهم في إنتاج ونشر مقاطع فيديو تتنافى مع الآداب العامة، وتستهدف إفساد الذوق العام واستغلال الفتيات.

وأوضح نصرالله في تصريحات صحفية اليوم، أن ما قامت به وزارة الداخلية يُعبر عن رسالة واضحة مفادها أن الدولة لن تسمح بتحويل الفضاء الإلكتروني إلى ساحة مفتوحة للفوضى الأخلاقية، أو منصة لترويج محتوى يتعارض مع قيمنا وتقاليدنا المجتمعية.

وأضاف قائلاً: «تُعكس هذه الخطوة يقظة الأجهزة الرقابية، وقدرتها على استخدام التكنولوجيا نفسها في تتبع ورصد المخالفات المرتكبة عبر الإنترنت، وتقديم مرتكبيها للعدالة وفقًا للقانون»

وأكد نصرالله أن حماية المجتمع، خاصة فئاته الشابة، من الانحرافات السلوكية التي تُبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد خيارًا، بل باتت واجبًا وطنيًا يتطلب تضافر الجهود بين الدولة، والمجتمع المدني، والمؤسسات التربوية، وأولياء الأمور.

وشدد على أن الأمر لا يقتصر فقط على إجراء أمني، بل هو ملف يرتبط بالأمن القومي، ويؤثر على الثقافة العامة، والنمو الفكري، وأخلاقيات الأجيال القادمة.

كما أشار خبير التحول الرقمي إلى أهمية إنشاء منظومة وطنية شاملة لمراقبة المحتوى الرقمي، تتكامل فيها الجهود التشريعية والتنفيذية والتكنولوجية، لتضمن تطبيق القوانين ذات الصلة بمكافحة الجرائم الإلكترونية والتحريض على الفسق والعنف والكراهية.

وقال: «نحتاج إلى حلول استراتيجية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لرصد المحتوى الضار قبل انتشاره، بالتوازي مع برامج توعية وتثقيف رقمي تستهدف مستخدمي الإنترنت، خاصة من فئة الشباب»

ونوّه الدكتور نصرالله بأن بعض صناع المحتوى على المنصات الرقمية يسعون لتحقيق الشهرة والربح السريع من خلال تقديم مواد مستفزة أو تتعمد كسر المحظورات المجتمعية، في ظل غياب الوعي أو ضعف الضوابط الأخلاقية.

وتابع: «تمثل هذه الظاهرة خطرًا مضاعفًا، خاصة إذا ما اقترنت بتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تُمكّن من تضليل الرأي العام عبر الفيديوهات المفبركة أو الحملات المنظمة لبث الشائعات»

ودعا نصرالله إلى إطلاق «مرصد وطني للمحتوى الرقمي»، يتبع جهة مستقلة، ويضم خبراء في الإعلام والتكنولوجيا وعلم الاجتماع والقانون، ويعمل بشكل مستمر على تقييم وتحليل الاتجاهات الرقمية، وإصدار تقارير دورية عن المحتوى الأكثر تأثيرًا على الرأي العام، بهدف حماية النشء، والحفاظ على الهوية الثقافية، ودعم المحتوى الإيجابي والبنّاء.

وأكد أن مصر، بخبراتها التقنية ومؤسساتها القوية، قادرة على خلق بيئة رقمية آمنة ومتوازنة تتيح حرية التعبير ضمن أطر القانون وتحترم القيم الدينية والثقافية، مشددًا على أن التكنولوجيا يجب أن تكون أداة للبناء لا للهدم، وللتطوير لا للتضليل.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *