
أوضح وزير الدولة ووزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف، أن العلاقات الجزائرية الصومالية تمتد عبر الزمن، وتستمد قوتها من قيم التفاهم والتضامن والثقة المتبادلة التي لطالما ربطت بين البلدين منذ فترة النضال ضد الاستعمار.
جاء ذلك خلال استقباله لنظيره الصومالي عبد السلام عبدي علي، الذي يزور الجزائر حاملاً رسالة خاصة من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.
مقال مقترح: زيلينسكي يؤكد: الأوكرانيون متمسكون بأرضهم في مواجهة الاحتلال
دعم جزائري مستمر
وفي هذا السياق، أكد عطاف أن اهتمام الجزائر بالصومال ليس مجرد موقف ظرفي، بل هو “موقف تاريخي راسخ” يعكس قناعة الجزائر بأن أمن واستقرار الصومال جزء لا يتجزأ من أمن منطقة القرن الإفريقي والقارة الإفريقية بأسرها.
وشدد الوزير الجزائري على التزام بلاده الكامل بدعم الصومال عبر المنصات الإقليمية والدولية، خاصة من خلال دورها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الأممي وعضو في مجلس السلم والأمن الإفريقي، حيث تسعى الجزائر إلى تعبئة المجتمع الدولي لدعم جهود القيادة الصومالية في مكافحة الإرهاب وترسيخ الأمن والتنمية.
متابعو الموقع يشاهدون:
إشادة بتقدم الصومال
أشاد عطاف بـ”الأشواط المعتبرة” التي حققتها الصومال في إعادة بناء مؤسساتها الوطنية، واستعادة أمنها ومكانتها في الساحة الدولية، خصوصًا بعد انتخابها كعضو غير دائم في مجلس الأمن، واعتبر ذلك “مؤشرًا قويًا على الديناميكية الإيجابية التي تعرفها البلاد”.
وفي هذا الإطار، أكد الوزير تطلع الجزائر إلى تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والإنساني مع الصومال، من خلال دعم مجالات التكوين المهني والتعليم العالي والزراعة والتعاون الأمني.
وعلى هامش الزيارة، تم التوقيع على نصوص قانونية جديدة تهدف إلى إنشاء لجنة حكومية مشتركة تعنى بالتعاون الاقتصادي وتأسيس آلية للمشاورات السياسية وتكثيف التعاون في تكوين الدبلوماسيين، وهو ما وصفه عطاف بـ”خطوة ملموسة نحو تفعيل التعاون المشترك بما يتماشى مع أولويات التنمية في كلا البلدين”.
كما عبّر الطرفان عن ارتياحهما لمستوى التنسيق بينهما في المحافل الدولية، خاصة في مجلس الأمن، حيث يعد البلدان أول دولتين عربيتين وإفريقيتين تتزامن عضويتهما داخل هذه الهيئة الدولية، ويعملان سويًا على الدفاع عن القضايا المشتركة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تواجه تحديات غير مسبوقة.
مواقف مشتركة
أكد الوزيران دعم بلديهما لكل ما من شأنه تعزيز السلم والاستقرار في منطقتي الساحل الصحراوي والقرن الإفريقي، مع الالتزام بمبادئ السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.
ممكن يعجبك: انتشار المارينز في شوارع لوس أنجلوس بأمر ترامب لمواجهة احتجاجات الهجرة
وعلى الصعيد الإفريقي، أوضح عطاف أن الجهود الجزائرية والصومالية تركز على الدفاع عن أولويات القارة في مجالات الأمن والتنمية والإصلاح السياسي، خصوصًا من خلال إطار مجموعة (A3+) داخل مجلس الأمن.
ومن جهته، عبّر وزير الخارجية الصومالي عبد السلام عبدي علي عن تقدير بلاده العميق للجزائر، واصفًا العلاقات الثنائية بـ”الراسخة والعميقة”، ومؤكدًا أن البلدين يشتركان في تاريخ نضالي ضد الاستعمار من أجل الحرية وتقرير المصير.
كما أكد الوزير الصومالي أن النصوص القانونية الموقعة خلال الزيارة “ستمهد الطريق لتوسيع التعاون” وفتح آفاق جديدة للنمو المشترك، مشيرًا إلى دور الجزائر كـ”شريك جيد للصومال في ملفات الأمن والتعليم والتجارة والقضايا الإقليمية”.
كما نقل رسالة رسمية من الرئيس حسن شيخ محمود إلى القيادة الجزائرية، تتعلق بتفعيل التعاون وتنفيذ المشاريع المشتركة.
التعليقات