تحذيرات دولية ورفض عربي من خطر كارثة جديدة في غزة

دان مجلس جامعة الدول العربية بشدة القرارات والخطط التي اتبعتها الحكومة الإسرائيلية لفرض السيطرة العسكرية على قطاع غزة وتهجير سكانه، مشددًا على أن هذه الأفعال تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا للأمن العربي والإقليمي، بينما اتفقت جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، على رفض الخطة الإسرائيلية للسيطرة على القطاع.

وفي ختام اجتماع المندوبين الدائمين، جدد مجلس الجامعة العربية دعوته لحماية الفلسطينيين ومنع تصفية قضيتهم، مطالبًا بتنفيذ قرارات القمم العربية لكسر الحصار وإدخال المساعدات عبر البر والبحر والجو بالتنسيق مع الأمم المتحدة، كما أدان استخدام التجويع كسلاح إبادة.

وطالب المجلس بتمكين دولة فلسطين من إدارة قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، ودعا المجموعة العربية في نيويورك إلى تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن تحت الفصل السابع لوقف العدوان على غزة وإدخال المساعدات وفرض عقوبات على إسرائيل.

كما حث المجلس المجتمع الدولي على العمل لتنفيذ قرارات مجلس الأمن 2735 و2712 و2720 بشأن وقف إطلاق النار وعودة النازحين وتوزيع المساعدات وتبادل الأسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، حذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة من أن خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة قد تؤدي إلى “كارثة جديدة” مع تداعيات تتجاوز حدود القطاع المحاصر والمدمر.

خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ميروسلاف جينكا “إذا تم تنفيذ هذه الخطط، فقد تؤدي إلى كارثة جديدة في غزة، تتردد أصداؤها في أنحاء المنطقة، مما سيزيد من النزوح القسري والقتل والدمار”.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن 98 طفلاً لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية المزمن منذ أكتوبر 2023، بينهم 37 طفلاً توفوا منذ يوليو، حيث قال مدير التنسيق في أوتشا راميش راجاسينغام “لم يعد هذا الأمر أزمة جوع وشيكة، إنها مجاعة بكل معنى الكلمة”.

السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور أكد أن “نحو مليوني ضحية يعانون احتضارًا لا يطاق”، واصفًا خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة بأنها “غير قانونية وغير أخلاقية”، مطالبًا بالسماح للصحفيين الأجانب بدخول القطاع.

بريطانيا، التي دفعت في اتجاه الاجتماع الطارئ، حذرت من أن الخطة الإسرائيلية ستطيل أمد النزاع، حيث قال نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جيمس كاريوكي “هذه الخطة ستعمق معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة، إنها ليست طريقًا نحو الحل، بل طريق نحو مزيد من إراقة الدماء”.

خارج مقر الأمم المتحدة في نيويورك، شهد تجمع محدود دعا المشاركون فيه إلى إنهاء الحرب في غزة وسط انتشار مكثف للشرطة.

الولايات المتحدة، العضو الدائم في مجلس الأمن، اتهمت الدول التي أيدت اجتماع المجلس بأنها “تطيل أمد الحرب عبر نشر الأكاذيب حول إسرائيل”، حيث قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة دوروثي شاي “من حق إسرائيل أن تقرر ما هو ضروري لأمنها وما هي التدابير المناسبة لإنهاء التهديد الذي تمثله حماس”.

من جانبه، دعا سفير الجزائر عمار بن جامع إلى فرض عقوبات على إسرائيل ردًا على خطتها بشأن مدينة غزة، حيث قال “حان الوقت لفرض عقوبات على عدو الإنسانية”، بينما علق رياض منصور “لو تعلق الأمر بدولة أخرى، لكنتم فرضتم عقوبات منذ وقت طويل”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *