
في خطوة مثيرة، وجد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب نفسه في مواجهة غير متوقعة مع أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة على منصته الاجتماعية «تروث سوشيال»، حيث كان يأمل أن تكون الأداة دعمًا رقميًا لتعزيز أفكاره، لكن المفاجأة كانت في أن الأداة قدمت له إجابات ومواقف تختلف تمامًا عن توقعاته.
«تروث سوشيال» يخرج عن طوع ترامب
في هذا السياق، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن ترامب وأداة البحث بالذكاء الاصطناعي على منصته الاجتماعية «تروث سوشيال» لا يتفقان في العديد من القضايا، حيث أكدت الأداة أن الرسوم الجمركية تُعتبر عبئًا كبيرًا على الأمريكيين، وأن انتخابات عام 2020 لم تُسرق، كما أشارت إلى أن استثمارات عائلته في العملات المشفرة قد تُشكل تضاربًا في المصالح، وهو ما يتعارض مع ما يروج له الرئيس الأمريكي.
اقرأ كمان: استثمار 50 مليار دولار في الجزائر مع تسجيل أكثر من 15 ألف مشروع جديد
وأوضحت «واشنطن بوست» أنه عند سؤالها عن أحداث 6 يناير 2021، وصفت ما حدث في مبنى الكابيتول بأنه «تمرد عنيف» وربطته بادعاءات ترامب «غير المدعومة» بشأن تزوير الانتخابات.
كما أضافت الصحيفة أن ترامب وحلفاءه، بعد سنوات من انتقاد شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام بوصفها منحازة وغير موثوقة، قاموا بتطوير «تروث سوشيال» كجزء من منظومة بديلة لوسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن آرائهم لن تُقمع هناك.
وفقًا للصحيفة الأمريكية، ومع تزايد استخدام الشركات لأدوات المحادثة والبحث بالذكاء الاصطناعي، كشفت تجربة إطلاق «تروث سوشيال» عن تحدٍ واضح، وهو أن هذه الأدوات لا تقدم دائمًا الإجابات التي يرغب فيها أصحابها أو يتوقعونها.
وقد أعلنت مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، المالكة لـ«تروث سوشيال»، عن الأداة يوم الأربعاء كـ«اختبار تجريبي عام»، مشيرة إلى أن مسؤولًا تنفيذيًا في شركة Perplexity، المطورة لمحرك البحث، أكد أن الأداة تقدم إجابات مباشرة وموثوقة، وستسمح لجمهور المنصة بالوصول إلى ذكاء اصطناعي قوي للإجابة عن استفساراتهم، كما أن الأداة متاحة مجانًا لجميع مستخدمي المنصة.
وعلى الرغم من أن العديد من إجابات «تروث سوشيال» على أسئلة صحيفة «واشنطن بوست» كانت مستندة إلى مصادر من وسائل إعلام محافظة مثل «فوكس نيوز» و«نيوزماكس» و«واشنطن تايمز»، إلا أن الأداة لم تحدد بدقة أي المصادر اعتمدت عليها.
إجابات الذكاء الاصطناعي لا تصب في صالح ترامب
إلى ذلك، ذكر المتحدث باسم «بيربليكسيتي»، جيسي دواير، للصحيفة الأمريكية، أن «تروث سوشيال» استخدمت ميزة «اختيار المصادر» لتقييد المواقع التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي، لكنه أشار إلى أن شركته لا تعرف بالضبط ما هي هذه المواقع.
من نفس التصنيف: رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن عن أزمة مجاعة في قطاع غزة
وأضاف: «هذا اختيارهم لجمهورهم، ونحن ملتزمون بحرية المطورين والمستخدمين، ومهمتنا هي بناء ذكاء اصطناعي دقيق»، وبعد نشر التقرير، أوضح دواير أنه لا يمكنه التأكد تمامًا من استخدام الميزة لأن «بيربليكسيتي» لا ترى أو تتحكم فيما يفعله أي مطور بواجهة برمجة التطبيقات (API) الخاصة بها.
من جهته، أشار أستاذ الاتصال السياسي في جامعة جورج واشنطن، ديفيد كارف، إلى أن «الذكاء الاصطناعي لديهم أصبح الآن أكثر ميلًا إلى ما يُعرف على اليمين بالآراء الليبرالية أو woke»، وبحسب «واشنطن بوست»، فقد أكد «كارف» أن الإجابات التي لا تصب في صالح ترامب تكشف حدود أي محاولة لإعادة صياغة أو تحدي الرؤية السائدة للأحداث الماضية، مشيرًا إلى أنه «يمكنهم بذل جهود لتغيير ما كان يُعتقد بالأمس، ويمكنهم وضع قوة كبيرة خلف ذلك، لكنهم لا يستطيعون محو ما قيل فعلاً في الماضي والمحفوظ في الأرشيف».
التعليقات