من فكرة بسيطة إلى مليارات.. قصة نجاح «Grubhub» التي أحدثت ثورة في طلب الطعام عبر الإنترنت

تم تحديثه الإثنين 2025/8/11 05:23 م بتوقيت أبوظبي

في عام 2002، كان مايك إيفانز، المؤسس المشارك لشركة غراب هب، مبرمجًا مجتهدًا في شركة تقنية، وكان يحلم بإيجاد وسيلة أفضل لطلب الطعام عبر الإنترنت، ولكنه لم يكن يجد الدافع الحقيقي للقيام بذلك. .

في مذكراته التي صدرت في كتاب بعنوان “جائع: رحلة ناشئة” عن دار نشر ليجاسي ليت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022، أشار إيفانز إلى أن شغفه بخلق تطبيقات إلكترونية لتحسين الحياة كان يتلاشى أمام انغماسه في قراءة روايات الخيال العلمي، أو لعب هالو على إكس بوكس، أو مشاهدة حلقات مُعاد عرضها من مسلسلات درامية. وفي إحدى الليالي أثناء عودته إلى منزله في شيكاغو، وجد نفسه غير راغب في طهي العشاء، ولكنه أيضًا لم يكن مهتمًا بالطهي بالطريقة التقليدية، لذا فتح إيفانز حاسوبه المحمول وبدأ في البرمجة.

بعد 12 عامًا من تأسيسه، اندمج مشروع إيفانز، الذي انطلق تلك الليلة وهو موقع Grubhub.com، مع منافسته النيويوركية Seamless، وتم طرح أسهمه لأول مرة في بورصة نيويورك بسعر 26 دولارًا للسهم، وقدرت قيمة شركته بـ2.04 مليار دولار، وفقًا لرويترز. .

أجرت مجلة “إنتربرينور” حوارًا مع إيفانز لمناقشة رحلته الطموحة في تأسيس Grubhub، حيث تناول الكتاب مسار إيفانز في تأسيس “غراب هب” والتجارب العاطفية التي مر بها، وقد قال إيفانز للمجلة: “الفرق بين عدم البدء والبدء هو أصعب وأهم خطوة، إنه القرار الأكثر أهمية والعامل الأساسي في توقع النجاح”.

كيف بدأت “غراب هب”؟

في تلك الليلة التي فقد فيها إيفانز الرغبة في تحضير العشاء، أنشأ خريطة لمطاعم شيكاغو، تضمنت أسماء المطاعم وأرقام هواتفها، خلال جلسة برمجة استمرت طوال الليل. .

في عام 2002، لم تكن هناك خدمة توصيل بالطريقة المعروفة اليوم، بل كانت مجرد قائمة إلكترونية وخريطة مُقسّمة حسب الرمز البريدي، حيث كان إيفانز يعتمد غالبًا على المطاعم القريبة منه. كان إيفانز يشعر بالملل من وظيفته في ذلك الوقت، لذا قرر أن عمله على أداة طلب الطعام المبتكرة قد يكون طريقه نحو تحقيق دخل أفضل، وربما يساعده في سداد ديون دراسته التي بلغت 236000 دولار، والتي تراكمت عليه وعلى زوجته كريستين.

كان زميله في تأسيس الموقع، مات مالوني، هو من اقترح فكرة جعل المطاعم تدفع مقابل ظهورها في أعلى نتائج البحث على موقع Grubhub. وكانت صاحبة مطعم صيني وابنها، الذي يعمل نادلاً، أول من أبدى حماسًا تجاه هذا الدليل الإلكتروني الجديد، حيث دفعوا 140 دولارًا مقابل ظهورهم في قائمة “المطاعم المميزة” على Grubhub.com لمدة 6 أشهر.

كان هذا هو أول دولار تجنيه الشركة، حيث كتب إيفانز: “يبدأ العمل التجاري مع أول عملية بيع، ومن تلك اللحظة فصاعدًا، يصبح مشروعًا تجاريًا، وليس مجرد هواية”.

شغل مالوني منصب الرئيس التنفيذي للشركة من عام 2004 حتى 2021، بموجب اتفاقية أبرمها مع إيفانز عند جمعهما التمويل بعد بضع سنوات. وقد غادر مالوني الشركة عام 2021، بعد 7 سنوات من مغادرة إيفانز، ويُعرف مالوني عادة بأنه أحد المؤسسين، لكن إيفانز يُشير إلى نفسه بأنه المؤسس الوحيد في مذكراته. ولكن قبل كل ذلك، كانا مجرد رجلين لديهما فكرة ورغبة في الترويج لمطاعم شيكاغو.

السير نحو النجاح

أدى النجاح الذي حققه الموقع الإلكتروني في شيكاغو إلى اتخاذ إيفانز وزميله قرار التوجه إلى سان فرانسيسكو، عاصمة الشركات الناشئة، لتكون المدينة التالية التي ستنضم إلى المنصة. وفي قصة ربما تُعتبر الأكثر شهرة في الكتاب، يروي إيفانز تجواله في سان فرانسيسكو لاختيار قوائم الطعام لإضافتها إلى Grubhub.com.

يقول إيفانز إنه في أي عمل تجاري يعتمد على السوق، يجب إيجاد طريقة لبناء شبكة علاقات، ويضيف: “لقد كنت أتمتع بطاقة هائلة، وهذا ساهم في جذب الزيارات إلى الموقع، مما ساعده على إقناع المطاعم بتلقي الطلبات عبر الإنترنت وجذب المزيد من العملاء”.

عين إيفانز شخصًا يدعى تايلر من كريغزلست ليكون أول موظف في الشركة بالمنطقة، حيث سجل أسماء مطاعم سان فرانسيسكو. وفي تلك الأثناء، كان إيفانز ومالوني يسعيان لجمع الأموال، وفازا بتحدي المشاريع الجديدة بجامعة شيكاغو، وحصلا على 50 ألف دولار عام 2006، مما منحهما رأس المال اللازم.

استغل الثنائي تلك الشبكة للعثور على المزيد من المستثمرين، وفي النهاية وقعا ما وصفه إيفانز مازحًا في الكتاب بأنه “أسوأ صفقة استثمارية على الإطلاق” مع Origin Ventures، التي منحتهما مليون دولار بشروط تتضمن عدم إمكانية إيفانز أن يكون رئيس تنفيذي مشارك، وبند يسمح له بمغادرة الشركة في حال بيعها. وكتب عن ذلك قائلاً: “هذا يسمح لي بالعمل بجد دون خوف من التعثر، كانت شروط الصفقة سيئة نوعًا ما، لكنها كانت أموالًا طائلة، وكان هذا الوقت المناسب للنمو”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *