
في عالم يتغير بسرعة، حيث تُعاد صياغة مفاهيم التجارة العالمية وتتصاعد التوترات السياسية والاقتصادية، تقف الشركات الفرنسية الكبرى على مفترق طرق بين الماضي والمستقبل.
تكشف نتائج النصف الأول من العام عن صورة معقدة، حيث تظهر إيجابيات، لكنها في الوقت نفسه تعكس بداية مرحلة جديدة قد تكون مختلفة تمامًا عما اعتدنا عليه.
من نفس التصنيف: ارتفاع اسعار الدواجن | سعر كرتونة البيض اليوم للمستهلك في الاسواق المصرية
موسم نتائج النصف الأول لكبرى الشركات الفرنسية
تحت عنوان “نتائج كبرى الشركات الفرنسية: سبع دروس ونهاية حقبة”، أفادت صحيفة “ليزيكو” الاقتصادية الفرنسية بأن موسم إعلان النتائج جاء وسط أجواء من القلق والترقب
وأشارت الصحيفة إلى أن الأرقام جاءت أقل من المتوقع، لكنها لم تصل إلى حد الكارثة، ورغم ذلك، يعتبر الخبراء أن هذه النتائج ليست مجرد بيانات مالية، بل هي مؤشر على تحول استراتيجي في بيئة الأعمال العالمية.
تأثير السياسة العالمية على الأداء
بحسب الصحيفة، لا يمكن تجاهل تأثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسياساته التجارية على أداء الشركات الفرنسية، حيث تركت الحروب التجارية التي أشعلها البيت الأبيض، خاصة عبر فرض رسوم جمركية جديدة، بصمتها الواضحة على مبيعات وصافي أرباح هذه الشركات.
تباين النتائج بين القطاعات
لفتت الصحيفة إلى أن شركات مثل أرسيلور ميتال وسافران ولوغراند أظهرت مرونة وقدرة على التكيف، محققة نتائج قوية، بينما عانت قطاعات مثل السيارات ومستحضرات التجميل من تراجع المبيعات.
كما شهد قطاع الأجهزة المنزلية، مثل مجموعة SEB، انخفاضًا حادًا في المبيعات في الولايات المتحدة.
قوة اليورو وأثرها السلبي
ارتفاع قيمة اليورو بنسبة 12% منذ بداية العام، ليصل إلى نحو 1.16 دولار، شكل ضغطًا إضافيًا على الشركات التي تصدر منتجاتها بالدولار وتنتج باليورو، مثل شركات المنتجات الفاخرة (LVMH، كيرينغ، هيرميس).
من نفس التصنيف: انخفاض أسعار الذهب في مصر: سعر جرام عيار 24 يصل إلى 5400 للمشترين في تحديث الساعة 06:40 مساءً.
معضلة الرسوم الجمركية + سعر الصرف
في بعض الصناعات، مثل النبيذ والمشروبات الروحية، اجتمع الأثر المزدوج للرسوم الجمركية (15%) وارتفاع اليورو (15%) ليرفع الأسعار بنحو 30%، مما أدى إلى تراجع حاد في المبيعات.
توقعات النصف الثاني من العام
تشير المؤشرات إلى فترة صعبة قادمة، خاصة مع استمرار قوة اليورو وبقاء الرسوم الجمركية، ورغم ذلك، أظهر كبار المدراء التنفيذيين للشركات المدرجة في بورصة باريس تفاؤلاً نسبيًا وقدرة على التكيف.
الخطر الأكبر على الشركات الصغيرة والمتوسطة
بينما تملك الشركات الكبرى وسائل المقاومة، فإن الموردين والمقاولين من الباطن، الذين يبلغ عددهم حوالي 147 ألف شركة صغيرة ومتوسطة في فرنسا، هم الأكثر عرضة للخطر، حيث تتوقع وزارة المالية الفرنسية زيادة في معدلات الإفلاس إذا استمرت الظروف الحالية.
توضح الصحيفة أن النتائج الأخيرة تعكس مزيجًا من الصمود والتحديات، لكنها قبل كل شيء تشير إلى أن زمن الأعمال السهل قد انتهى، حيث تُضطر الشركات الفرنسية، الكبيرة والصغيرة، إلى التكيف مع عالم جديد مليء بالمخاطر، حيث تتغير قواعد اللعبة بوتيرة غير مسبوقة، ويصبح البقاء للأكثر سرعة وابتكارًا.
التعليقات