روسيا ترد على تصريحات الناتو وتعتبرها محاولة لإحياء ماضي الفاشية المظلم

أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن استنكارها لتصريحات الأمين العام لحلف «الناتو»، مارك روته، الذي دعا فيها إلى عدم الاعتراف القانوني بضم الأراضي الجديدة إلى روسيا، معتبرةً أن هذه التصريحات تعكس تحيّزًا تاريخيًا وأخلاقيًا خطيرًا، كما أنها تمثل محاولة متعمدة لإعادة تأهيل ماضٍ مليء بالفاشية.

وأوضحت «زاخاروفا»، وفقًا لما ذكرته شبكة «سي بي إس»، أن روته قام بمقارنة تاريخية بين انضمام جمهوريات البلطيق إلى الاتحاد السوفيتي عام 1940، حيث اعتبر أن عدم اعتراف الغرب حينها بالسيطرة السوفيتية على ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا، يُعد سابقة قانونية يجب أن تُطبق اليوم على الأراضي التي ضمتها روسيا، وهو ما اعتبرته «زاخاروفا» مقارنة مشوّهة تعتمد على تزوير للحقائق التاريخية.

وأضافت أنه في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، شهدت دول البلطيق انقلابات بدعم من ألمانيا وإيطاليا، مما أدى إلى صعود حكومات ذات توجهات فاشية، وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، لجأت تلك الأنظمة إلى الغرب، بينما تولت قوى ديمقراطية يسارية الحكم بتفويض شعبي، وقررت، في ظل ظروف الحرب الاستثنائية، الانضمام إلى الاتحاد السوفيتي كجمهوريات قومية على قدم المساواة مع جمهوريات أخرى مثل روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا.

وتابعت: «تم هذا الانضمام عبر إجراءات دستورية في أغسطس 1940، لكن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، رفض الاعتراف به سياسيًا، رغم استمراره في التعامل العملي مع هذه الأوضاع»

وأكدت «زاخاروفا» أن الغرب، على مدار خمسة عقود، دعم المتعاونين مع النظام النازي، بما في ذلك أولئك الذين شاركوا في جرائم ضد الإنسانية، واستخدمهم كأدوات للضغط على موسكو خلال فترة الحرب الباردة، وفي الوقت الذي كانت فيه جمهوريات البلطيق السوفيتية تتطور اقتصاديًا وثقافيًا، كان الغرب يدعمهم كأداة إيديولوجية، دون أي خجل من تبني ورثة المتعاونين مع النازيين.

وأضافت أن تصريحات روته لا تقتصر على تزييف التاريخ، بل تمثل دعمًا مباشرًا لمن يسعون إلى تمجيد الجلادين ونفي دور الاتحاد السوفيتي في تحرير أوروبا من النازية.

ووصفت هذه المواقف بأنها «تخريب منهجي» يهدف إلى تبرير إعادة تأهيل الفاشية الجديدة في أوروبا، خاصة في أوكرانيا، حيث تُرفع الأعلام وتنظم المسيرات التي تمجد المتعاونين مع هتلر.

كما أشارت إلى أن القيادة الأوروبية الحالية، من خلال دعمها لهذه التيارات، تتجاهل الجرائم ضد المدنيين، وتسقط من الذاكرة دور الجيش الأحمر في القضاء على «الطاعون النازي»، بل وتغض النظر عن تدمير النصب التذكارية للضحايا والمحررين.

أكدت «زاخاروفا» أن مثل هذه التصريحات لا تخدم السلام، بل تعزز الانقسام وتُعيد إنتاج خطاب الكراهية، مشيرةً إلى أن ربط الواقع اليوم بتواريخ مزورة لا يمكن أن يكون أساسًا لسياسة خارجية مسؤولة، بل يعكس أزمة أخلاقية وفكرية تعيشها المؤسسات الغربية، وفقًا لما نقلته صحيفة «إزفيستيا».

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *