تحقيقات السلطات تكشف عن تفشي التسمم الغذائي بسبب الأغذية الملوثة في إيطاليا

أثار تفشي التسمم الغذائي في إيطاليا خلال الأسابيع الأخيرة قلقًا واسعًا، حيث أسفرت أخطر بؤرة عن حالتي وفاة و12 حالة دخول إلى المستشفى في كالابريا، بينما ظهرت حالات أخرى من التسمم في سردينيا، وتعود جميع هذه الحالات إلى تلوث الطعام، بما في ذلك المعلبات الصناعية والمنزلية.

التسمم الغذائي هو مرض نادر ولكنه قد يكون خطيرًا، حيث يمكن أن يسبب مشاكل في التنفس، وشللًا عضليًا، وحتى الوفاة، وغالبًا ما يُصاب الأشخاص بالتسمم نتيجة تناول أطعمة منزلية الصنع لم تُعلّب أو تُحفظ أو تُخمّر بشكل صحيح.

على سبيل المثال، ارتبط تفشي المرض في سردينيا بصلصة صناعية ملوثة، وبدأ تفشي المرض في كالابريا بين 3 و5 أغسطس في ديمانتي بمقاطعة كوزنسا، حيث أصيب 18 شخصًا بتناول شطائر محشوة بالنقانق ورؤوس اللفت من بائع متجول، وتوفي شخصان بسبب ذلك.

ويقوم مكتب المدعي العام في باولا بالتحقيق مع تسعة من المشتبه بهم المحتملين، بما في ذلك البائع وثلاثة مديرين من الشركات التي أنتجت الأغذية الملوثة، بالإضافة إلى خمسة أطباء من منشأتين صحيتين في منطقة كوزنسا، وتتراوح الجرائم المزعومة بين القتل غير العمد والاتجار بمواد غذائية ضارة، ولا يزال التحقيق مستمرًا، حيث من المقرر تشريح الجثث وتم حجز شاحنة الطعام للتفتيش.

يوجد 14 مريضًا آخرين في المستشفى في حالة مستقرة، حيث يتلقى ستة منهم الرعاية في العناية المركزة، ومريض واحد تم إزالة أنبوب التنفس منه ويتنفس بشكل مستقل، بينما يُعالج ثلاثة أطفال في رعاية الأطفال، وخمسة مرضى في أجنحة أخرى، وقد حصل المستشفى على عدة قوارير من ترياق البوتولينوم، وهو أمر ضروري لعلاج الحالات في الوقت المناسب، وأكد رئيس بلدية ديامانتي أكيلي أوردين أن الأمراض «محدودة».

أكد المعهد الوطني الإيطالي للصحة تسجيل 452 حالة تسمم غذائي بين عامي 2001 و2020، حيث بلغ متوسط معدل الوفيات 3.1%، وكانت معظم الحالات (91 في المائة) منقولة بالغذاء، وغالبًا ما كانت مرتبطة باستهلاك الأطعمة المعلبة في المنزل، وفي عام 2023، سجلت إيطاليا 36 حالة تسمم غذائي، وهو أعلى رقم في أوروبا، تلتها فرنسا (15) ورومانيا وإسبانيا (14 لكل منهما) وألمانيا (16).

يُعتبر تقليد التعليب الإيطالي، خاصةً في المناطق الجنوبية، أحد الأسباب الرئيسية لهذا الارتفاع في معدل الإصابة، حيث إن عدم حفظ الطعام في المنزل بشكل صحيح يمكن أن يُعزز انتشار بكتيريا كلوستريديوم بوتولينوم المسؤولة عن التسمم الغذائي، وقال كارلو أليساندرو لوكاتيلي، مدير مركز مكافحة السموم في بافيا: «لا يوجد أي إنذار، ولكن الوقاية ضرورية، خاصة عند إعداد المربى المنزلية»، حيث إن سم البوتولينوم غير مرئي وغالبًا لا يغير طعم الطعام، ويكون الترياق فعالًا فقط في المراحل المبكرة عندما يكون السم لا يزال في مجرى الدم.

أعراض التسمم الغذائي وكيفية الوقاية منه

يمكن أن تظهر الأعراض بعد مرور ما بين ست ساعات إلى سبعة أيام من تناول الطعام الملوث، وتشمل الرؤية المزدوجة، واتساع حدقتي العين، وارتخاء الجفون، وصعوبة التحدث والبلع، وجفاف الفم، والإمساك، وفي الحالات الشديدة، قد يؤدي ذلك إلى ضعف التنفس، وتوصي السلطات الصحية الإيطالية بتعقيم الحاويات والأدوات المخصصة للمربى بعناية، واتباع إجراءات التخزين الآمنة، وتجنب إعطاء العسل والمربى المصنوع منزليًا للأطفال دون سن عام واحد.

في حالة الاشتباه في التسمم، من المهم الاتصال فورًا بغرفة الطوارئ أو مركز مكافحة السموم في مدينة بافيا الإيطالية، وفيما يتعلق بالحالات المعروفة، تقوم السلطات الصحية بمراقبة المرضى وقامت بتوزيع جرعات من ترياق سم البوتولينوم على المستشفيات المعنية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *