القرار الصعب هو مفتاح إنهاء الحرب الأوكرانية عبر صفقة ألاسكا

في إطار الجهود الدبلوماسية المتسارعة لإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا، تظهر مؤشرات تدل على تغيير مفاجئ في موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مما قد يجعله يتخذ قرارات صعبة كان يرفضها سابقًا، وذلك قبيل قمة ألاسكا المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين
وعد ترامب خلال القمة المقبلة بالسعي لاستعادة بعض الأراضي الأوكرانية، بينما أكدت مصادر دبلوماسية أن زيلينسكي قد يخفف من شروطه التفاوضية بالتعاون مع حلفائه الأوروبيين.
تشير تلك المصادر إلى أن أوكرانيا قد توافق على وقف القتال والتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها روسيا حاليًا، كجزء من خطة مدعومة من أوروبا لتحقيق السلام، رغم تأكيد زيلينسكي لقادة أوروبيين على ضرورة رفض أي تسوية تقترح تنازلات إضافية، لكن قد يُسمح لروسيا بالاحتفاظ ببعض الأراضي التي استولت عليها، وفقًا لما ذكرته صحيفة التليغراف.

القرار الصعب والاستفتاء الشعبي

رغم بعض التحفظات الأوروبية، قد لا تمنع زيلينسكي من اتخاذ قرار صعب بالتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية، حيث يعتقد المسؤولون الأوروبيون أن الرئيس الأوكراني يمتلك مرونة، مع تزايد عدد الأوكرانيين الذين قد يقبلون بهذا الحل كثمن لإنهاء الحرب
لكن كييف تواجه تحديًا كبيرًا في قبول المزيد من التنازلات، خصوصًا في منطقة دونيتسك الشرقية، حيث سيسمح ذلك للقوات الروسية بتجاوز التحصينات التي تم بناؤها منذ عام 2014، كما سيتعين على زيلينسكي أيضًا مراعاة الدستور الأوكراني الذي يمنعه من التنازل عن الأراضي دون استفتاء شعبي.

تجميد خطوط المواجهة

إذا مضت أوكرانيا قدمًا نحو تخفيف شروطها التفاوضية، فهذا يعني تجميد خط المواجهة الحالي والموافقة على الاعتراف القانوني بسيطرة روسيا على الأراضي التي تسيطر عليها بالفعل في لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وحتى شبه جزيرة القرم، رغم أن بعض المصادر ترجح تجنب التطرق إلى هذه النقطة خلال الجولة الحالية من المفاوضات
يأتي هذا التخفيف في الموقف الأوكراني قبيل محادثات ألاسكا المهمة، حيث أكد مسؤول غربي أن جهودًا دبلوماسية مكثفة تُبذل حاليًا بين كييف وحلفائها، مشيرًا إلى أنه لا يمكن ربط الخطة بالمواقف العسكرية الحالية للطرفين على الأرض.

قلق من الإطاحة بزيلينسكي

تشير المصادر إلى أن أوكرانيا وأوروبا تشعران بقلق متزايد من إمكانية أن يتمكن ترامب وبوتين من التوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع الطويل، مما قد يؤدي إلى الإطاحة بزيلينسكي من منصبه، حيث عبر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن مخاوفه وآماله في الوقت نفسه
وأضاف توسك أن المسؤولين الأمريكيين تعهدوا بالتشاور مع الزعماء الأوروبيين قبل المحادثات المرتقبة بين ترامب وبوتين في ألاسكا، حيث كانت من أبرز المخاوف الأوروبية دعم خطة السلام التي اقترحتها موسكو والتي تتضمن تجميد الخطوط الأمامية في جنوب شرق أوكرانيا إذا وافقت كييف على الانسحاب من مناطق دونيتسك ولوغانسك.

ثقل دبلوماسي أوروبي

اختارت العواصم الأوروبية دعم رؤية كييف فيما يتعلق بأي تبادل إقليمي، في محاولة لإظهار وجود دعم دبلوماسي قوي لأوكرانيا، يرفض التنازلات عن الأراضي التي تسيطر عليها
وأشار مسؤول غربي إلى أن الأوروبيين يدركون الآن دورهم كداعم رئيسي لأوكرانيا في المفاوضات، مما يمنحها دفعة معنوية ويعزز موقفها الدبلوماسي، حتى لا تشعر بأنها تخوض المفاوضات بمفردها
يؤكد توسك أن الحدود لا يمكن تغييرها بالقوة، ويجب ألا تعود الحرب الروسية مع أوكرانيا بالنفع على الجانب الروسي، حيث صدر إعلان مشترك من زعماء المفوضية الأوروبية وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وبولندا وفنلندا، يوضح أن الخط الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق للمفاوضات، ومن المتوقع أن يعقد الزعماء الأوروبيون محادثات مع الرئيس الأمريكي لعرض وجهة نظرهم
وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، مارك روته، الوضع بأنه تحدٍ لكيفية التعامل مع السيطرة الروسية على الأراضي الأوكرانية، مشددًا على ضرورة تمثيل أوكرانيا في أي مناقشات مستقبلية.

خسارة ورقة كورسك

كان زيلينسكي قد طرح في السابق فكرة تبادل الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية، لكن القوات الروسية استطاعت كسر السيطرة الأوكرانية على تلك المنطقة، مما أنهى تلك الورقة التفاوضية
كما أقر الرئيس الأوكراني سابقًا بأن قواته تفتقر إلى القدرات اللازمة لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها موسكو، لكن بعد أي تسوية، يمكن لكييف استخدام الوسائل الدبلوماسية لاستعادة تلك الأراضي، حيث تحتل روسيا حاليًا نحو 20% من أراضي أوكرانيا، وفقًا للحدود المعترف بها دوليًا في عام 1991.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *