
أدى سرب من قناديل البحر إلى إغلاق إحدى أكبر محطات الطاقة النووية في فرنسا، بعد دخولها إلى أنظمة سحب المياه المستخدمة في تبريد المفاعلات الساحلية.
أغلقت ثلاثة مفاعلات في محطة جرافلين للطاقة النووية في شمال فرنسا تلقائيا في ساعة متأخرة من يوم الأحد، وذلك بحسب ما أفادت به شركة الكهرباء النووية الفرنسية EDF، حيث امتلأت براميل الترشيح في محطات الضخ بسرب “ضخم وغير متوقع” من الكائنات البحرية.
شوف كمان: السفير الإسرائيلي في فرنسا يكشف عن تدمير أجزاء من البرنامج النووي الإيراني بالفعل
تم إيقاف تشغيل محطة الطاقة النووية بالكامل، والتي لديها القدرة على توفير الطاقة لنحو 5 ملايين منزل، عندما تم إغلاق مفاعل رابع بعد وقت قصير من دخول اللافقاريات التي تسبح بحرية إلى المحطة، والتي كانت قد فقدت بالفعل مفاعلين آخرين لأعمال الصيانة الصيفية المخطط لها.
صرحت شركة كهرباء فرنسا (EDF)، المملوكة للدولة الفرنسية، بأن الحادث لم يؤثر على سلامة المنشآت أو الموظفين أو البيئة، ولا يبدو أن هناك أي تغيير في صادرات الكهرباء من فرنسا إلى المملكة المتحدة.
يستمد مصنع جرافلين المياه المستخدمة في أنظمة التبريد الخاصة به من قناة متصلة ببحر الشمال، الذي يعد موطنا للعديد من الأنواع المحلية من قناديل البحر، والتي غالبا ما نراها حول الشاطئ في الصيف عندما تكون المياه أكثر دفئا.
من نفس التصنيف: إيران تثمّن مبادرة مصر في إصدار بيان عربي إسلامي يدين اعتداءات إسرائيل على طهران
تتمتع قناديل البحر بتاريخ طويل في تعطيل العمليات الطبيعية لمحطات الطاقة الساحلية، والتي تعتمد على استغلال المحيط للحصول على كميات هائلة من المياه الباردة اللازمة للحفاظ على درجات الحرارة تحت السيطرة.
دفعت المشاكل المتكررة الناجمة عن أعداد قناديل البحر غير المتوقعة العلماء في جامعة بريستول إلى تطوير “أداة إنذار مبكر” للتنبؤ بالظهور المفاجئ لأسراب قناديل البحر الجماعية، التي قد تؤدي إلى تعطيل محطات الطاقة الساحلية.
أجبرت محطة تورنيس النووية في اسكتلندا، المملوكة أيضًا لشركة كهرباء فرنسا، على الإغلاق لمدة أسبوع في عام 2021 بعد أن تسببت قنديل البحر في انسداد مرشحات الأعشاب البحرية في أنابيب سحب المياه، بعد عقد من الزمان من إغلاق قنديل البحر للمحطة لمدة أسبوع في عام 2011.
وأدت أسراب قناديل البحر أيضًا إلى إغلاق محطات الطاقة النووية والفحمية في السويد والولايات المتحدة واليابان، بل وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي في الفلبين عام 1999، وهو ما خشاه البعض خطأً أن يكون مرتبطًا بمشكلة عام 2000 أو انقلاب حكومي.
وفي الآونة الأخيرة، اجتاح تدفق غير متوقع من قناديل البحر أنظمة التبريد في أكبر محطة للطاقة تعمل بالفحم في شرق الصين في سبتمبر، مما أجبر عمالها على النضال لمدة 10 أيام تقريبًا لإزالة أكثر من 150 طنًا من قناديل البحر من المحطة.
التعليقات