
وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حدًا للتكهنات المتعلقة بفرض تعريفات على سبائك الذهب، حيث نشر تصريحًا مختصرًا على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، جاء فيه: “لن تُفرض رسوم جمركية على الذهب!”
تأتي تصريحات ترامب بعد فترة من الارتباك حول ملف الرسوم الجمركية، مما أثر بشكل كبير على أسعار الذهب، وهذا يبرز مدى تأثير السياسات التجارية الأمريكية على أسواق المعادن الثمينة.
اقرأ كمان: جهاز تنمية المشروعات يستثمر 920 مليون جنيه لدعم شباب دمياط في تحقيق أحلامهم
في وقت سابق، تم تداول تكهنات بناءً على قرارات متضاربة من جهات حكومية أمريكية بشأن فرض رسوم جمركية على واردات الذهب من سويسرا، مما أدى إلى اضطرابات كبيرة في أسواق المعدن النفيس، حيث ارتفعت الأسعار إلى مستويات قياسية قبل أن تتراجع لاحقًا.
قرارات متعارضة.
في تطور مفاجئ الأسبوع الماضي، أعلنت وكالة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية أن سبائك الذهب السويسرية ستخضع لرسوم جمركية بعد إعادة تصنيفها ضمن فئة تخضع للضرائب بموجب سياسات تجارية جديدة، وهذا القرار، الذي يتعلق تحديدًا بالسبائك ذات الأوزان 100 أونصة و1 كيلوغرام، أثار حالة من الذعر بين المتعاملين، مما دفع بأسعار الذهب للارتفاع بشكل حاد.
لكن بعد يومين فقط، أفادت وكالة بلومبرغ بأن مسؤولين في إدارة ترامب يعتزمون إصدار سياسة جديدة لإعفاء هذه السبائك من الرسوم، في محاولة لتوضيح ما وصفوه بـ”سوء الفهم” الناتج عن تصنيف غير دقيق للمنتجات المعدنية الخاصة.
القرار الأولي بفرض الرسوم قوبل بصدمة واسعة في الأسواق العالمية، حيث قفزت أسعار العقود الآجلة للذهب في بورصة نيويورك إلى مستويات قياسية تجاوزت 3500 دولار للأونصة، قبل أن تتراجع بأكثر من 70 دولارًا مع بدء تراجع المخاوف بعد إعلان نية الإعفاء.
بلغ الفارق بين أسعار الذهب في نيويورك ولندن أكثر من 100 دولار للأونصة في ذروة الصدمة، لكنه انخفض لاحقًا إلى نحو 60 دولارًا بعد أن هدأت الأسواق نسبيًا.
سويسرا
تُعتبر سويسرا واحدة من أكبر مراكز تكرير الذهب في العالم، حيث صدرت خلال الـ 12 شهرًا الماضية ذهبًا بقيمة تجاوزت 50 مليار دولار، وتظهر بيانات بنك HSBC أن صادرات الذهب السويسرية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال النصف الأول من العام الجاري 2025، حيث سارع المستثمرون لاستيراد الذهب قبل دخول الرسوم حيز التنفيذ.
على الرغم من هذا الاضطراب، يبقى الاتجاه العام في الأسواق إيجابيًا تجاه الذهب، حيث يقول تريفور ييتس، المحلل الاستثماري في شركة Global X، إن “هذه التطورات تعزز رؤيتنا الصعودية لأسعار الذهب، إذ أن أي اضطراب في تدفقات الذهب العالمية سيدفع الأسعار نحو الارتفاع محليًا وعالميًا”.
أما بوب إياتشينو، كبير استراتيجيي السوق لدى Path Trading Partners، فيرى أن حالة عدم اليقين الحالية تمثل بيئة مثالية للذهب كملاذ آمن، مشيرًا إلى أن احتمالات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة تمثل دعمًا إضافيًا للمعدن الأصفر.
طلب متزايد من البنوك المركزية
يتزامن هذا مع استمرار البنوك المركزية حول العالم في تعزيز احتياطياتها من الذهب، في إطار مساعيها لفك الارتباط بالدولار الأمريكي، خاصة في ظل السياسات الحمائية التي تنتهجها واشنطن.
مقال مقترح: سعر كيلو السكر عند التجار اليوم الأربعاء: كم بلغ سعر الطن؟
أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية أضافت 166 طنًا من الذهب خلال الربع الثاني من عام 2025، فيما توقع 95% من مديري الاحتياطيات استمرار وتيرة الشراء هذه.
ووفق تقرير “اتجاهات الطلب على الذهب” الصادر حديثًا، فقد شهدت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات داخلية بلغت 170 طنًا في الربع الثاني، بقيمة تقارب 400 مليار دولار، وهي أقوى وتيرة نصف سنوية منذ عام 2020.
كما ارتفع الاستثمار الفردي في الذهب بنسبة 11% على أساس سنوي، بدفع من الطلب المتزايد في الصين، التي تُعتبر واحدة من أكبر أسواق الذهب الاستهلاكي عالميًا.
في بداية تداولات الإثنين، تراجع الذهب بنسبة 2.1% ليصل إلى 3418 دولارًا للأونصة، وهو أكبر انخفاض يومي منذ مايو/أيار الماضي، وسط تراجع المخاوف من فرض الرسوم وعودة الآمال بتحقيق تقدم في ملف الأزمة الأوكرانية، قبيل قمة مرتقبة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.
تأثر الذهب أيضًا بالتوقعات بشأن بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة غدًا الثلاثاء، حيث تشير التقديرات إلى أن مؤشر الأسعار الاستهلاكية (باستثناء الغذاء والطاقة) ارتفع بنسبة 0.3% في يوليو/تموز، مقارنة بـ0.2% في يونيو/حزيران، مما قد يضغط على الاحتياطي الفيدرالي بشأن قرارات أسعار الفائدة.
التعليقات