
شهدت مدينة غزة، أمس الاثنين، تشييعاً حاشداً لستة صحفيين من طاقم قناة «الجزيرة» القطرية، بينهم مراسلاها أنس الشريف ومحمد قريقع، بالإضافة إلى أربعة مصورين، الذين لقوا حتفهم نتيجة قصف إسرائيلي استهدف خيمتهم بالقرب من مجمع الشفاء الطبي مساء الأحد، مما أثار تنديداً دولياً واسعاً بهذه الجريمة التي تهدف إلى طمس جرائم الإبادة، حيث بلغت حصيلة الضحايا بين الصحفيين منذ بداية الحرب 242 صحفياً، وتجمعت أعداد كبيرة من الناس في باحة مستشفى الشفاء لتكريم أنس الشريف (28 عاماً) وزملائه الأربعة الذين سقطوا في تلك الليلة، وحمل المشيعون، بما فيهم من ارتدى سترات الصحفيين الزرقاء، الجثامين المغطاة بالأكفان ووجوهها مكشوفة عبر الأزقة الضيقة نحو مقبرة الشيخ رضوان، وقد اعترف الجيش الإسرائيلي باستهداف الشريف متهمًا إياه بأنه قائد خلية تابعة لحركة «حماس»، في حين وصفت قناة «الجزيرة» القطرية الهجوم بأنه «اغتيال مدبر» لطاقمها، واعتبرت ذلك هجوماً «جديداً وسافراً على حرية الصحافة»، حيث كتبت القناة على موقعها الإلكتروني: «اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت متأخر من مساء الأحد مراسلي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، بعدما استهدف خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة»، كما أضافت أن ثلاثة من مصوريها، وهم إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل ومؤمن عليوة، قد قتلوا أيضاً في نفس الضربة.
وأعلن الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، عن «وفاة المصور الصحفي محمد الخالدي متأثراً بجراحه في مجزرة الاحتلال بحق الصحفيين»، مشيراً إلى أن الضربة استهدفت «خيمة طاقم الجزيرة أمام مستشفى الشفاء بمدينة غزة»، وقد أدانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان هذا العمل بوصفه «خرقاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي»، حيث قال المفوض فولكر تورك على منصة «إكس»: «إن على إسرائيل احترام وحماية جميع المدنيين بما في ذلك الصحفيين»، ومن جانبها، نددت منظمة «مراسلون بلا حدود»، أمس الاثنين، «بشدة وغضب بالاغتيال الذي أقرت به» إسرائيل لأنس الشريف، الذي وصفته بأنه كان «صوت المعاناة التي فرضتها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة»، ودعت المنظمة «الأسرة الدولية إلى تحرك قوي لوقف الجيش الإسرائيلي»، وأكدت أنه «على مجلس الأمن الدولي أن يجتمع بصورة عاجلة بناءً على القرار 2222 الصادر في 2015 والمتعلق بحماية الصحفيين في زمن النزاعات المسلحة» لتفادي «جرائم القتل المماثلة خارج إطار القانون للعاملين في مجال الإعلام»، وعقب مقتل الشريف، نُشِرت عبر صفحته على منصة «إكس» رسالة تحمل تاريخ السادس من نيسان/أبريل 2025، جاء فيها: «إن وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي»، حيث سبق لإسرائيل أن هددت باغتياله، ويضيف في رسالته: «عشتُ الألم بكل تفاصيله وذُقت الوجع والفقد مراراً ورغم ذلك لم أتوانَ يوماً عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف منذ اندلاع الحرب»، ويعتبر هذا الهجوم الأحدث في سلسلة استهدافات طالت صحفيين ومصورين خلال الحرب، حيث قُتل في القطاع نحو 200 إعلامي، بينهم العديد من مراسلي «الجزيرة»، وفقاً لمنظمات غير حكومية، وأكد حقوقيون، أمس الاثنين، أن إسرائيل اغتالت 242 صحفياً في قطاع غزة منذ بداية الحرب العدوانية في السابع من أكتوبر 2023، وفي تموز/يوليو، أصدرت لجنة حماية الصحفيين بياناً دعت فيه إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان سلامة الشريف بعد أن اتهمه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالانتماء إلى حركة «حماس»، وأعربت لجنة حماية الصحفيين عن «صدمتها» بعد نبأ مقتله، حيث قالت سارة القضاة، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «إن النمط الذي تنتهجه إسرائيل في وصف الصحفيين بأنهم مسلحون من دون تقديم أدلة موثوقة يثير تساؤلات خطِرة حول نواياها واحترامها لحرية الصحافة».
مواضيع مشابهة: صيف 2025 يشهد أزمة كهرباء خانقة تهدد ست دول عربية
اقرأ كمان: الجيش الإسرائيلي يتصدى لصاروخ أُطلق من اليمن في حادثة مثيرة
التعليقات