
قال الدكتور دينج لونغ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، إن زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي المرتقبة للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين، المزمع إقامتها في نهاية الشهر الجاري حتى الأول من سبتمبر، ستتيح فرصة أكبر لتعزيز التعاون الثنائي عبر المنظمة في مجالات متعددة مثل مكافحة الإرهاب والتجارة والتبادل الثقافي، واستشهد بمثل هندي يقول: «مَنْ ساعد أخاه على عبور النهر، سيصل هو أيضًا إلى الضفة الأخرى»، مما يعني أن العلاقة الصحية بين هذين العملاقين ستثمر تأثيرات إيجابية على المنطقة والعالم
وأضاف الدكتور دينج في تصريحات لـ «بوابة مولانا»، أن وسائل الإعلام الهندية مثل «إنديا توداي» أفادت بأن مودي يخطط لزيارة الصين، وإذا تم ذلك، ستكون هذه الزيارة الأولى لرئيس وزراء هندي إلى الصين منذ سبع سنوات، خاصة أن مجلة «ذا دبلومات» الأمريكية أشارت إلى أن «هذين الجارين يقتربان أحيانًا ويتباعدان أحيانًا أخرى، وقد حان الوقت الآن لاستكشاف جولة جديدة من التفاعل، خاصة أن عدد سكان البلدين يتجاوز ثلث سكان العالم، كما أن حجم اقتصادهما ونفوذهما العالمي في تزايد، مما يضيف أهمية إضافية على مسار العلاقات الثنائية في هذه المرحلة المحورية.
مقال له علاقة: ترامب يعلن عن جهود لإنهاء حرب غزة ويبحث إمكانية تطبيع العلاقات مع سوريا
وتابع: لقد ظهرت مؤشرات متزايدة على انفراجة في العلاقات الصينية الهندية مؤخرًا رغم استمرار بعض الخلافات، بعد الصدامات الحدودية في عام 2020، حيث مرت العلاقات بفترة ركود طويلة أثرت سلبًا على الثقة السياسية والروابط الاقتصادية والتبادلات الشعبية، وفي أكتوبر 2024، أسفرت القمة الثنائية بين قادة البلدين في قازان عن إعادة انطلاق العلاقات، حيث التزم الجانبان بالمبادئ المتفق عليها: اعتبار كل منهما فرصة تنموية للآخر وليس تهديدًا، وأنهما «شريكان وليسا خصمين»
ومنذ يونيو 2025، شهدت بكين زيارات متتالية لمستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال ووزير الدفاع راجناث سينج ووزير الخارجية سوبرامانيام جايشانكار، وهو مستوى غير مسبوق من التفاعل خلال السنوات الماضية، كما تم إعادة تفعيل الآليات الثنائية المتوقفة أو التي هي قيد الإعادة، مع تأكيد الجانبين على ضرورة عدم تحويل قضايا الحدود إلى عقبة في العلاقات، كما حملت إجراءات مثل استئناف زيارة الحجاج الهنود للمواقع الدينية في التبت واستئناف منح تأشيرات السفر الصينية للهند إشارات إيجابية في مجال التبادل الإنساني.
مقال له علاقة: القاتل اليهودي ليس بلا ثمن.. دبلوماسي إسرائيلي سابق يحث على عدم حضور جنازة البابا فرنسيس
وأردف قائلاً: ستشكل زيارة مودي المحتملة فرصة مواتية لتعزيز هذا الزخم الإيجابي، لكن تظل هناك عقبات مستمرة مثل الممارسات الهندية المتعلقة بـ«المراجعة» القسرية لرؤوس الأموال الصينية وتقييد تأشيرات الخبراء الصينيين وتأخر استئناف رحلات الطيران المباشرة بشكل كامل، مضيفًا أن هذه المعوقات التي فرضها الجانب الهندي تقيد عمق التعاون الاقتصادي وتضر بالتفاهم المتبادل بين الشعبين
وأشار الخبير الصيني إلى أن تزامن نبأ زيارة مودي مع إعلان الإدارة الأمريكية رفع التعريفات الجمركية على الواردات الهندية بشكل حاد، فسرت بعض الوسائل الغربية الزيارة كمحاولة هندية «لزيادة أوراق الضغط» ضد واشنطن، لكن هذا التفسير قاصر لأن دعم التجارة الحرة ومواجهة التعريفات الأحادية يمثل إرادة مشتركة لأغلبية دول العالم، كما أن التعاون الصيني الهندي لا يستهدف أي طرف ثالث، حيث يجمع بين البلدين، بوصفهما حضارتين عريقتين واقتصادين صاعدين رئيسيين، مصالح مشتركة واسعة ودوافع داخلية لتحسين العلاقات.
وأردف قائلاً: نرحب بقدوم رئيس الوزراء مودي حاملاً إرادة التعاون الحقيقية وخططًا عملية لفتح فصل جديد من «رقصة التنين والفيل» (تعاون الصين والهند)
التعليقات