
فتحت جزيرة «مجاويش»، أقرب جزر البحر الأحمر إلى مدينة الغردقة، أبواب شواطئها وأعماقها لاستقبال السياح من مختلف أنحاء العالم والزوار المصريين، لتعود إلى الواجهة كواحدة من أبرز وجهات السياحة البيئية في مصر، وذلك من خلال استغلالها سياحيًا وفقًا لضوابط وشروط صارمة تضمن حماية بيئتها الفريدة واستدامتها.
تقع جزيرة «مجاويش» على بعد نحو 7.5 كيلومترات جنوب شرق مدينة الغردقة، وتُعتبر من الجزر الطبيعية النادرة التي تحتضن تنوعًا بيولوجيًا مذهلًا، مما يجعلها مقصدًا لهواة الطبيعة والغوص والرياضات البحرية والاستجمام والاسترخاء، وتبلغ مساحة الجزيرة نحو 4 كيلومترات، وتحاط بشواطئ رملية بيضاء ناعمة ومياه فيروزية شفافة، تزخر أعماقها بالشعاب المرجانية النادرة والأسماك الملونة والسلاحف البحرية.
ممكن يعجبك: محافظ أسيوط يوافق على تخصيص طابقين في مبنى مجلس مدينة صدفا لإنشاء فصول دراسية للتمريض
تنطلق العشرات من الرحلات البحرية اليومية باللنشات التي تقل الزائرين يوميًا إلى الجزيرة التي لا تبعد كثيرًا عن الساحل، حيث تتيح الأعماق المعتدلة ممارسة الغوص والغطس حتى لغير المحترفين، وتُعتبر مجاويش من أكثر الجزر التي تستقبل اللنشات السياحية، نظرًا لقربها من الغردقة وسهولة الوصول إليها، ما يجعلها وجهة مفضلة في رحلات اليوم الواحد.
اقرأ كمان: محافظ القليوبية يستلم 2 طن من لحوم صكوك الأضاحي لتوزيعها على الأسر الأولى بالرعاية (صور)
أكد الدكتور منتصر الحامدي، الخبير والاستشاري البيئي، أن وزارة البيئة وافقت على إقامة مشروعات سياحية بيئية محدودة على الجزيرة، باستخدام خامات طبيعية قابلة للفك والتركيب مثل الأخشاب وجريد النخيل، مع حظر تام لأي إنشاءات خرسانية حفاظًا على طبيعتها البكر، وأوضح أن الجزيرة تُعتبر نظامًا بيئيًا متكاملًا يضم أنواعًا نادرة من الشعاب المرجانية والكائنات البحرية، مما يجعلها محطة أساسية للباحثين عن تجارب سياحية خالية من التلوث وقائمة على مبدأ الاستدامة.
من جانبه، قال اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، إن جزيرة «مجاويش» تُعتبر كنزًا طبيعيًا واستراتيجيًا لما تتميز به من بيئة بحرية غنية، وتنوع بيولوجي نادر يشمل الطيور البحرية والأسماك والقواقع والروبيان والكائنات المجهرية، وأضاف أن الدولة، ممثلة في وزارة البيئة ومحميات البحر الأحمر، تعمل على تحقيق التوازن بين حماية الموارد البيئية وتشجيع الاستثمار في السياحة البيئية، بما يضمن الحفاظ على الجزر كتراث طبيعي للأجيال القادمة.
يعكس النشاط السياحي البيئي تحول جزيرة «مجاويش» إلى نموذج للسياسات الرشيدة في إدارة شواطئ الجزر الطبيعية، حيث يمكن للسياحة البيئية أن تُعيد الحياة إلى مواقع طبيعية خلابة دون المساس بجمالها أو تدمير أنظمتها البيئية، لتظل «مجاويش» بحق جوهرة الجزر في قلب البحر الأحمر.
التعليقات