
لا تزال المحادثات المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب على بعد أيام، لكن الاجتماع القادم بين الزعيمين للتفاوض بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا يُعتبر بالفعل انتصاراً للأسواق المالية العالمية.
من المقرر أن تُعقد هذه المناقشات يوم الجمعة في ألاسكا.
مواضيع مشابهة: سعر الدولار اليوم الجمعة 8-8-2025 أمام الجنيه 48.48 جنيه بالبنك المركزى
ووفقاً لشبكة سي إن بي سي، فقد صرح ريتشارد بورتس، رئيس كلية الاقتصاد في جامعة لندن للأعمال، بأن “دعوة بوتين للقاء الرئيس الأمريكي على الأراضي الأمريكية للمرة الأولى منذ عام 2007 تُعتبر إنجازاً كبيراً، حيث يفتقر الاجتماع إلى الشروط المسبقة وغياب أوكرانيا وأي تمثيل أوروبي، مما يعد انتصاراً له بالفعل”.
تسود مخاوف لدى الجانب الأوروبي من إمكانية إجبار أوكرانيا على التنازل عن أراضٍ تحتلها روسيا لصالح موسكو، بينما تسود أجواء من الكآبة في كييف، حيث لم يُدعَ مسؤولوها، بما في ذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي، لحضور المحادثات حتى الآن.
أعلنت كييف أنه لن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبلها في غيابها، حيث يضغط القادة الأوروبيون بقوة من أجل مشاركة أوكرانيا.
من جانبها، ذكرت الولايات المتحدة أنها تدرس دعوة زيلينسكي، وفقاً لما ذكرته شبكة “إن بي سي نيوز”.
وفي الوقت نفسه، يشير خبراء اقتصاديون إلى أن المحادثات، التي تجري في وقت تحقق فيه روسيا مكاسب على الأرض في جنوب وشرق أوكرانيا، وعدم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار في الأفق، تمثل بالفعل فوزاً لبوتين واقتصاده الذي يعاني تحت وطأة العقوبات الدولية وارتفاع مستمر في التضخم بلغ 9.4% في يونيو/حزيران.
قال ريتشارد بورتس، “بوتين يبدأ من موقع قوي نسبياً على الأرض، حيث يحققون تقدماً، ولكن من الناحية الاقتصادية، هو في وضع ضعيف، إذ يعاني الاقتصاد الروسي من عجز مالي كبير، ويرجع ذلك جزئياً إلى انخفاض عائدات النفط وأسعار الغاز”.
تخفيف العقوبات الاقتصادية هدف رئيسي
مع دخول روسيا المحادثات بموقف قوي في ساحة المعركة، من المحتمل أن تسعى إلى تخفيف فوري للعقوبات كجزء من أي اتفاق لوقف إطلاق النار، بالإضافة إلى تنازلات إقليمية من أوكرانيا.
يرى الكرملين في التقارب مع واشنطن فرصةً للتعافي الاقتصادي وكذلك للاستثمار.
صرح مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف يوم السبت بأن “المصالح الاقتصادية للبلدين تتقاطع في ألاسكا والقطب الشمالي، وهناك آفاق لتنفيذ مشاريع واسعة النطاق ومفيدة للطرفين”، وفقاً للكرملين.
حالياً، يفكر ترامب في زيادة العقوبات على روسيا، لكنه لم يتخذ خطوة في هذا الاتجاه حتى الآن.
بدلاً من ذلك، هددت واشنطن شركاء الكرملين التجاريين المتبقين، مثل الهند، بـ”عقوبات ثانوية” ورسوم تجارية إضافية لمواصلة شراء النفط الروسي الذي يمول آلة الحرب الروسية.
من نفس التصنيف: سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الإثنين 17 مارس 2025 وفقًا لأخر تحديثات البنوك
عندما سُئل عما إذا كان بإمكان ترامب فرض عقوبات إضافية لدفع بوتين نحو اتفاق سلام، تساءل بورتس، “هل يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيفعله رئيس الولايات المتحدة بين ليلة وضحاها؟ إنه أمر صعب للغاية”.
وأضاف، “احتمال زيادة الضغط بالعقوبات كبير، ولكن بالنظر إلى رغبة ترامب في الحصول على جائزة نوبل، فإن احتمال أن يزيد ترامب العقوبات في هذه المرحلة لا يبدو كبيراً، لكنه قد يغير رأيه غداً”.
أرباح مجزية لأسهم شركات الدفاع
استجابت الأسواق المالية العالمية بشكل إيجابي مع الإعلان يوم الجمعة عن قرب بدء محادثات إنهاء الحرب، حيث ارتفعت البورصات الأوروبية والأمريكية.
ومع ذلك، تراجعت أسهم شركات الدفاع في أوروبا بعد هذا الخبر، إذ بدا أن المتداولين يراهنون على أن السلام قد يحول دون المزيد من الاستثمارات التي تعهد بها حلفاء الناتو.
انخفضت أسهم شركات الدفاع الأوروبية، بما في ذلك راينميتال الألمانية، بنحو 4%، بينما انخفضت أسهم هينسولدت بنسبة 1.5% ورينك بنسبة 3.3% في التعاملات المبكرة.
كما تراجعت أسهم ليوناردو الإيطالية وتاليس الفرنسية بنسبة 1.9% و1.7% على التوالي.
في الوقت نفسه، تخلت شركتا بي إيه إي سيستمز وبابكوك المدرجتان في بورصة لندن عن مكاسبهما السابقة، حيث انخفضت بنسبة 1.1% و1.3% على التوالي، حوالي الساعة التاسعة صباحًا بتوقيت لندن (13.00 بتوقيت أبوظبي).
ومع ذلك، صرح كريستوفر جرانفيل، المدير الإداري في تي إس لومبارد، بأن المحادثات قد تُحقق في النهاية أرباحاً مجزية لأسهم الدفاع الأوروبية، ونصح المستثمرين بالشراء استغلالاً لهذا الضعف.
قال جرانفيل إنه في حال فشلت عملية السلام، ستظل هناك حاجة لتجديد مخزونات الأسلحة المستنفدة في الولايات المتحدة وأوروبا، مما سيكون مفيداً جداً للطلبات والمشتريات لشركة راينميتال وجميع أسهم الدفاع الأوروبية الأخرى.
وأضاف، “أو إذا وُجد اتفاق سلام، فماذا نرى؟ نرى جيشاً روسياً قوياً للغاية – على الرغم من أن كلمتي “نصر” و”هزيمة” ستستخدمان غالباً، وسيجبر هذا الواقع الحكومات الأوروبية على زيادة مشترياتها الدفاعية باستمرار، وهو أمر جيد أيضاً لأسهم الدفاع الأوروبية”.
التعليقات