
قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترشيح شخصية بارزة من مؤسسة “هيريتج” المحافظة لتولي منصب مفوض مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، وقد أثار هذا الترشيح لإي جيه أنتوني، كبير الاقتصاديين في هيريتج، جدلاً واسعًا في الأوساط الاقتصادية والسياسية.
يعتبر مكتب إحصاءات العمل (BLS) الجهة المسؤولة عن إنتاج بيانات حيوية تشمل معدلات البطالة، نمو الوظائف، الأجور، وغيرها من المؤشرات الأساسية التي تشكل الركيزة الأساسية للسياسات الاقتصادية الأمريكية.
اقرأ كمان: سعر الذهب في قطر اليوم الخميس 1 مايو 2025.. عيار 18 يصل إلى 287.75 ريال
كتب ترامب في منشور عبر منصة “تروث سوشيال”: “اقتصادنا يشهد ازدهارًا، وسيضمن إي. جيه. أن تكون الأرقام المنشورة صادقة ودقيقة”
يأتي هذا بعد أن أقال ترامب المفوضة السابقة إريكا ماكنتارفِر في وقت سابق من هذا الشهر، وذلك بعد نشر تقرير وظائف اعتبره ترامب “ضعيفًا”، مدعيًا – دون دليل – أنه “تم التلاعب به”.
المرشح الجديد للمنصب
برز أنتوني كأحد أبرز المنتقدين لسياسات وأساليب عمل مكتب الإحصاءات خلال السنوات الماضية، حيث عبّر مرارًا عن تشككه في تعديلات بيانات التوظيف الصادرة عن المكتب.
كتب في منشور سابق على منصة X (تويتر سابقًا): “هناك طرق أفضل لجمع ومعالجة ونشر البيانات – وهذه هي مهمة المفوض القادم، وحدها البيانات الدقيقة والمنشورة في الوقت المناسب قادرة على استعادة الثقة المفقودة في السنوات الأخيرة”
يشغل أنتوني منصب كبير الاقتصاديين وزميل “ريتشارد أستر” في مركز “غروفر إم. هيرمان” التابع لمؤسسة “هيريتدج” المحافظة، المتخصص في الميزانية الفيدرالية.
وفقًا للمعلومات المنشورة عنه في موقع مؤسسة هيريتدج، يعتبر أنتوني من الوجوه الاقتصادية المحافظة البارزة في الإعلام الأمريكي، حيث نُشرت أعماله في وسائل بارزة مثل فوكس نيوز، وول ستريت جورنال، بلومبرغ، CNBC، واشنطن تايمز، وبرايتبارت، كما يُعد ضيفًا يوميًا على برامج إخبارية واقتصادية، ويشارك بانتظام في البودكاست والإذاعات، ويشغل منصب الاقتصادي المقيم في البرنامج الإذاعي الوطني “فينس شو”.
بالإضافة إلى ذلك، يشغل أيضًا منصب زميل أقدم في مؤسسة “أنليش بروسبيري”، وشارك بأبحاثه أمام الكونغرس الأمريكي وعدد من المجالس التشريعية المحلية، وقد عمل سابقًا في مؤسسة السياسة العامة في تكساس، ودرّس الاقتصاد في عدة جامعات، مع تركيز على اقتصاديات العمل والنقود والمصارف، ويحمل أنتوني درجة الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد، ويشارك بمحاضرات وندوات في الجامعات والمؤسسات المالية.
مخاوف.
يتطلب تعيين أنتوني موافقة مجلس الشيوخ، نظرًا لأن مكتب إحصاءات العمل يُعد وكالة مستقلة ضمن وزارة العمل الأمريكية.
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن ستيف بانون، المستشار السابق في البيت الأبيض والوجه البارز في اليمين المتشدد، كان له دور في الدفع بترشيح أنتوني لهذا المنصب.
من جهتها، قالت وزيرة العمل لوري تشافيز-دي ريمر في بيان على منصة X إن أنتوني “سيقدّم بيانات اقتصادية عادلة ودقيقة يمكن للشعب الأمريكي الاعتماد عليها”.
أثار هذا القرار قلقًا ومخاوف بين خبراء اقتصاديين وإحصائيين، بالإضافة إلى عدد من كبار المشرعين الجمهوريين، الذين عبّروا عن تخوفهم من أن تؤدي هذه التعيينات إلى تقويض مصداقية البيانات الاقتصادية الرسمية، التي لطالما اعتُبرت المعيار الذهبي في الأوساط المالية والإعلامية.
التعليقات