روسيا تحقق تقدمًا سريعًا في أوكرانيا وزيلينسكي يصر على الدفاع عن دونباس

شهدت القوات الروسية تقدماً ملحوظاً في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، حيث تركزت المعارك في نقطة استراتيجية ضيقة، بينما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على عدم انسحاب قواته من تلك المنطقة، وفي الوقت نفسه، أعرب قادة أوروبيون عن دعمهم لحق أوكرانيا في تقرير مصيرها، وذلك قبيل القمة المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، من جهته، صرح رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بأن روسيا قد حققت انتصاراً في هذه الحرب.
وفي تقرير كييف، أشار محللون عسكريون إلى أن القوات الروسية قد حققت تقدماً سريعاً في بعض القطاعات الحساسة، خصوصاً حول قرية كوشيريف يار في منطقة دونيتسك، حيث أبلغ الجيش الأوكراني عن معارك عنيفة مستمرة مع تحقيق الجانب الروسي لمكاسب جديدة.
وذكرت مدونة «ديب ستيت» الأوكرانية، المقربة من الجيش، أن القوات الروسية قد تقدمت نحو عشرة كيلومترات في فترة زمنية قصيرة، مما يجعل الممر الذي سيطرت عليه يشكل تهديداً مباشراً لبلدة دوبروبيليا، التي شهدت نزوحاً كبيراً للمدنيين نتيجة الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة الروسية.
هذا التقدم يهدد بلدة كوستيانتينيفكا، التي تعد واحدة من آخر المناطق الحضرية الكبرى التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية في منطقة دونيتسك، مما يزيد من أهمية المعارك الجارية.
في المقابل، أصر زيلينسكي في تصريحات إعلامية على أنه لن يسمح بانسحاب القوات الأوكرانية من دونباس، مشدداً على أن سيطرة موسكو على هذه المناطق ستعطي الكرملين قاعدة لشن هجوم مستقبلي على أوكرانيا، وكشف الرئيس الأوكراني أن مجموعات روسية قد تقدمت نحو عشرة كيلومترات في بعض القطاعات، لكنها لا تمتلك أسلحة ثقيلة، بل تعتمد على أسلحة خفيفة، موضحاً أن بعض هذه الوحدات قد تم تدميرها أو أسرها، مع وعده بالبحث عن بقية القوات الروسية وتدميرها قريباً.
واعتبر زيلينسكي أن هذه الهجمات تهدف إلى خلق «سردية» توحي بأن روسيا تحقق تقدماً بينما تعاني أوكرانيا من خسائر، وذلك قبيل القمة المرتقبة بين بوتين وترامب، كما أعلن عن استعداد روسيا لشن هجمات جديدة في ثلاثة قطاعات إضافية تشمل زابوريجيا، بوكروفسك، ونوفوبافليفكا.
على الصعيد السياسي، وصف زيلينسكي زيارة بوتين المرتقبة إلى ألاسكا للقاء ترامب بأنها «انتصار للكرملين»، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع سيخرج الرئيس الروسي من العزلة الدولية، ويؤجل فرض عقوبات أمريكية محتملة على موسكو، وفي ذات السياق، أكد قادة دول الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك ضرورة أن يتمتع الأوكرانيون بحرية تقرير مصيرهم، قبل أيام من قمة بوتين وترامب.
وجاء في البيان، الذي لم تشارك فيه المجر، ترحيب القادة الأوروبيين بـ«جهود الرئيس ترامب لوضع حد لحرب في أوكرانيا»، مع التأكيد على أن الطريق إلى السلام لا يمكن أن يتم دون مشاركة أوكرانيا، وأن أي مفاوضات جوهرية تتطلب وجود وقف إطلاق نار أو خفض للأعمال الحربية، وفي وقت سابق، أعرب ترامب عن تطلعه إلى محادثات «بناءة» مع بوتين، لكنه أثار قلقاً أوكرانيّاً عندما أشار إلى إمكانية «تبادل أراض» بين الطرفين، رغم أن روسيا تحتل حالياً نحو 20% من الأراضي الأوكرانية.
ومن جانب آخر، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال هاتفي مع زيلينسكي ترحيبه بالتقدم المحرز في محادثات السلام الروسية الأوكرانية في إسطنبول، معبراً عن أمله في تحقيق تقدم ملموس نحو وقف إطلاق النار في الجولات المقبلة، بينما أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، في مقابلة أجرتها معه قناة باتريوت على يوتيوب، «نتحدث الآن كما لو أن هذه حالة حرب مفتوحة، لكنها ليست كذلك، لقد خسر الأوكرانيون الحرب، وانتصرت روسيا في هذه الحرب»، مضيفاً «السؤال الوحيد هو متى وتحت أي ظروف سيعترف الغرب، الذي يدعم الأوكرانيين، بأن هذا قد حدث وما هي النتيجة المترتبة على كل هذا».

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *